دعت زعيمة اليمين الفرنسي مارين لوبين، مهاجم باريس سان جيرمان زلاتان إبراهيموفيتش إلى مغادرة فرنسا، على رغم اعتذاره عن الألفاظ المسيئة التي نعت بها البلد الذي يلعب فيه منذ عام 2012، وذلك بعد خسارة فريقه (3 - 2) أمام بوردو في دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم أمس الأحد. وقالت زعيمة الجبهة الوطنية لراديو "فرانس إنفو" أن "من يعتبرون فرنسا بلاداً قذرة، يمكنهم الرحيل عنها. الأمر بهذه البساطة"، رداً على قول إبراهيموفيتش أثناء خروجه من الملعب غاضباً: "على مدار 15 عاماً لم أشاهد حكماً جيداً في هذه البلاد القذرة، هذه البلاد لا تستحق وجود باريس سان جيرمان فيها". وأثارت تصريحات النجم السويدي عاصفة من الغضب في فرنسا، دفعته إلى إصدار بيان اعتذار قال فيه: "تعليقاتي ليست ضد فرنسا أو الشعب الفرنسي. كنت أتحدث عن كرة القدم ولا شيء غير ذلك". وأضاف: "كنت أتحدث بغضب شديد. أود الاعتذار إذا شعر الناس بالاستياء من تعليقاتي". ورحّب وزير الرياضة الفرنسي باتريك كانير باعتذار زلاتان، وكتب على حسابه في "تويتر": "اعتذار مقبول من جهة بطل جيد". وكان كانير طالب إبراهيموفيتش قبل بيان الأخير بالاعتذار. وغرّد على "تويتر": "إحباط إبراهيموفيتش لا يبرر تعليقاته نحو الحكم والدولة التي تستضيفه. يجب أن يتقدم بالاعتذار". ولكن موقف النائب الاشتراكي جيروم غيدج، كان أكثر صرامة من الوزير الفرنسي، فاعتبر أن تصريحات زلاتان غير "مقبولة". وقال غيدج "فليلعب كرة القدم ويصمت، أو فليكن على الأقل محترماً تجاه هذا البلد، ومشجعي كرة القدم الذين شعروا بالإهانة". وإلى جانب السياسيين، أخذت الصحافة الفرنسية حصتها في مهاجمة "إبرا"، فسألت صحيفة "لو باريزيان" المحلية متصفحيها ما إذ كان يجب معاقبة زلاتان إبراهيموفيتش؟"، فأجاب حوالى 57 في المئة ب "نعم"، وحوالى 43 في المئة ب "لا". وتساءلت صحف محلية أخرى عن العقوبات التي يمكن أن تطاول نجم نادي العاصمة الفرنسية. فأشارت صحيفة "مترو" إلى أن "اللجنة التأديبية" في الدوري الفرنسي ستجتمع يوم الخميس المقبل، لاتخاذ القرار بهذا الشأن، لافتة إلى احتمال توقيف زلاتان 4 مباريات في "ليغ 1"، على غرار العقوبة التي تلقاها اللاعب الفرنسي جيريمي مينيز نتيجة إهانته الحكم توني شابرون في أيار (مايو) 2013. ولمحت صحيفة "ليكيب" إلى إمكان تدخل "المجلس الوطني للأخلاقيات" في القضية إذا ما اعتُبرت تصريحات زلاتان "إهانة عامة" وفق رئيسة المجلس فيرجيني غورمولون، ما قد يعقد أمور إبراهيموفيتش أكثر فأكثر. وسجّل إبراهيموفيتش هدفين في المباراة التي انتهت بخسارة سان جيرمان الذي فوّت على نفسه فرصة تصدر الدوري الفرنسي بنقطة أمام المتصدر الحالي ليون برصيد 58 نقطة. وتأتي الخسارة بعد أربعة أيام من طرد زلاتان أمام تشيلسي في إياب دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا. ويعرف إبراهيموفيتش بغروره "المزمن" الذي عبّر عنه دائماً بتصريحاته المثيرة للجدل، وحركاته الفوقية التي مارسها في شكل مكثف في فرنسا، كالاستهزاء بلاعبي "الليغا" الذين اعتبرهم "غير متساوين" معه، أو قوله لزملائه: "لا تتحدثوا... زلاتان هو الزعيم" في إحدى المباريات، إلى أن بلغ بغروره حداً يفوق الخيال، إذ دعا في شباط (فبراير) الفائت إلى إقامة تمثال ضخم له بدلاً من برج إيفل، المعلم التاريخي في العاصمة الفرنسية باريس.