أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني رفضه عودة «المتعاونين مع (تنظيم) داعش من العشائر العربية»، إلى المناطق التي سيطرت عليها قوات «البيشمركة» الكردية، فيما أعلن التنظيم تشكيل قوات باسم «جيش العسرة» للدفاع عن الموصل. ويُتوقَّع أن يزور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي واشنطن خلال أيام، للبحث في زيادة الدعم الذي تقدمه قوات التحالف الدولي إلى الجيش العراقي الذي فضّل محاصرة مسلحي «داعش» داخل تكريت وإجبارهم على الاستسلام بدلاً من اقتحام قلب المدينة، لتقليل الخسائر. وقالت مصادر أمنية أن «غياب الدعم الجوي للعملية العسكرية في تكريت وراء توقفها موقتاً، ما أفسح المجال أمام عناصر داعش للمناورة وتفخيخ سيارات ونشر قناصة فوق أسطح المباني». وأعلن وزير الدفاع خالد العبيدي، خلال مؤتمر صحافي عقده في ساعة متقدّمة ليل أول من أمس بعد زيارته الأنبار، أن «القيادة العسكرية في صلاح الدين قررت فرض حصار على تكريت بدل اقتحامها، لإنهاك عناصر داعش المتحصّنين فيها، وتقليل الخسائر في صفوف القوات الأمنية وحماية المدنيين والبنى التحتية». وأوضح أن «قوات الأمن وصلت الى منطقة القادسية في القاطع الشمالي والعوجة في القاطع الجنوبي، وهي قريبة من مستشفى تكريت، ووصلت إلى منطقة الهياكل من الجانب الغربي، لكنها لم تتقدم أكثر بسبب كثرة العبوات الناسفة وانتشار القناصة وكثرة السيارات المفخخة». وقال ل «الحياة» ضابط في قيادة العمليات في صلاح الدين أن «غياب الدعم الجوي للعملية العسكرية في تكريت وراء توقفها»، وأضاف: «المواجهة مع داعش أصبحت حرب شوارع، وهذا يتطلب دعماً جوياً لمنع عناصر التنظيم من التحرك بحرية». وأفادت مصادر حكومية بأن العبادي يستعد لزيارة الولاياتالمتحدة، وسيركّز خلال محادثاته مع المسؤولين الأميركيين على توسيع الغارات الجوية لتشمل تكريت. وتُركِّز جهود التحالف الدولي، منذ شهور، على دعم قوات «البيشمركة» الكردية التي يتوقع أن يكون لها دور أساسي في معركة تحرير الموصل. وساهم هذا الدعم في استعادتها عدداً من المناطق، بينها بلدة زمار التي التقى فيها بارزاني أمس العشائر العربية في نينوى. وقال: «نحن متمسكون بمبدأ التعايش (مع العرب) الذي لم يتزعزع، على رغم ما عانيناه من إبادة في ظل الحكومات المتعاقبة، ورفضنا نهج الانتقام، وسنحارب من يسعى إلى إشعال الحرب بين العرب والكرد، وقد فشل داعش في ذلك». ونبّه إلى أن «العرب السنّة أكثر من عانى من شر داعش، وهم شهود على جرائمه من خراب ودمار، وعلينا بناء علاقة متينة وسنعمل لتصان كرامتكم فهي كرامتنا، وسنتخذ خطوات لتقديم الخدمات مع مناشدتنا الحكومة العراقية القيام بواجباتها». واستدرك: «كل من ارتكب جرماً ضد مواطني المنطقة يجب أن يحاسب بالقانون، ولا يمكن العفو عنه. ولا عودة لمن تعاون مع داعش إلى المناطق التي تقع الآن تحت سيطرة البيشمركة، وهي جزء من إقليم كردستان». في المقابل، بث تنظيم «داعش» في نينوى شريطاً مصوّراً أعلن فيه تشكيل قوات جديدة أطلق عليها «جيش العسرة» ل «الدفاع عن الموصل وولاية نينوى».