قالت حكومة إقليم كردستان أمس، إن لديها أدلة على أن تنظيم «داعش» استخدم غاز الكلور ضد قوات «البيشمركة»، فيما تضاربت التصريحات بشأن موعد حسم معركة تكريت والأسباب التي أدت لتوقفها. (للمزيد) وقال المجلس الأمني للمنطقة الكردية في بيان، إن تحليلاً لعينات من التربة والملابس من تفجير انتحاري بسيارة ملغومة في 23 كانون الثاني (يناير) نفذه التنظيم في شمال العراق، أظهر أن «العينات تحتوي على مستويات من الكلور، ما يشير إلى استخدام هذه المادة كسلاح». وأضاف البيان أن التحاليل أُجريت في مختبر معتمد من الاتحاد الأوروبي بعد أن أرسلت حكومة كردستان التربة والعينات إلى «دولة شريكة» في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش». وأوضح البيان أن التفجير الانتحاري باستخدام سيارة ملغومة وقع على طريق سريع بين الموصل والحدود السورية حيث كانت قوات «البيشمركة» تستعد لاتخاذ مواقع دفاعية بعد هجوم استمر يومين. وأضاف أن قوات «البيشمركة» أطلقت صاروخاً على السيارة التي كانت تحمل المتفجرات قبل وصولها إلى هدفها ما أدى إلى عدم وقوع إصابات. إلى ذلك، وعلى رغم إعلان قوات «الحشد «الشعبي» أمس استعدادها للسيطرة على تكريت خلال 72 ساعة، فإن موعد حسم المعركة بدا غامضاً في ظل تصريحات متضاربة في شأن أسباب توقفها ليومين وكذلك موعد استئنافها والسيطرة الكاملة على المدينة، فيما يسعى تنظيم «داعش» إلى إعادة حشد عناصره في حدود المدينة. وأعلن القيادي في «منظمة بدر»، كريم النوري، أن تحرير تكريت سيتم خلال 72 ساعة، مضيفاً أن «أفراد داعش الذين ما زالوا متحصنين في مركز تكريت مطوقون من كل الجهات»، لكن معلومات ميدانية من قادة عسكريين تحدثوا إلى «الحياة» أكدت أن هناك المزيد من التعقيدات في حسم المعركة داخل تكريت خلال أيام، وأن العملية قد تستغرق وقتاً أطول. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، إن قيادات عسكرية عراقية نصحت بالتريث في اقتحام مركز تكريت، لتقليل الخسائر، مشيرين إلى زرع تنظيم «داعش» أكثر من مئتي قناص في مناطق متفرقة من المدينة موزعين على مجموعات تغيّر أماكنها بشكل مستمر، فضلاً عن زرع معظم الطرق والأحياء بعبوات ناسفة، ما يرفع مستوى المخاطر في حال الاقتحام. ووصل إلى تكريت أول من أمس 1500 مقاتل من عناصر «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري بعد أن كانت ممتنعة عن المشاركة في العمليات استجابة لقرار قائدها مقتدى الصدر بتجميد عملياتها احتجاجاً على اغتيال مسلحين أحد شيوخ العشائر السنّية في وسط بغداد. ومن جانبها، قالت قيادات كردية إن عناصر «داعش» تحاول التحصن في منطقة الحويجة شمال تكريت لأهميتها الاستراتيجية، إذ إنها تشكّل مركز ربط مع مدينة الموصل. وقال مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، محمد خليل الجبوري ل «الحياة»، إن مسلحي «داعش» أخلوا قرى النهروان ومريم بيك جنوبكركوك، والمعارك التي تشنها القوات الكردية ما زالت مستمرة بدعم من العشائر العربية والتركمانية.