واصلت القوات السعودية امس قصفها المدفعي على مواقع المسلحين على الجبال الحدودية، فيما شن الطيران السعودي غارات على مواقع مختلفة في جبال دخان والدود ورميح، لصد المحاولات المستمرة من المتمردين «الحوثيين» للدخول إلى الأراضي السعودية عبر الجبال. وتمكنت القوات السعودية من أسر عدد من المسلحين بعد نفاد ذخيرتهم، في الوقت الذي نصبت فيه الأجهزة الأمنية كميناً بالقرب من الشريط الحدودي لعصابة من المسلحين، أسفر عن ضبط كميات كبيرة من الذخيرة، بعد فرار المسلحين إلى الجانب اليمني من الحدود. وأوضحت مصادر ل«الحياة» أن الجيش السعودي نجح في صد المتسللين المسلحين وتمكن من ردعهم، عن طريق تكثيف القصف الأرضي والجوي على الطرق التي يحاولون التسلل عبرها. واضافت إن الجيش السعودي تمركز في المنطقة العسكرية التي أغلقت قبل نحو أسبوعين، وسميت ب«المنطقة المحظورة»، وتضم بلدة الخوبة وقرى أخرى محيطة بها. وكانت السلطات السعودية أخلت منذ بداية المواجهات قبل 20 يوماً 240 قرية على الشريط الحدودي، لمراقبة المتسللين، وهي استراتيجة اثبتت نجاحها، إذ تمكنت القوات السعودية من تضييق الخناق على المسلحين، ووجهت اليهم ضربات ناجحة تسببت بخسائر فادحة في صفوفهم. من جهة أخرى، كشف الناطق باسم قطاع المجاهدين في منطقة جازان خالد بن قزيز ل«الحياة» أمس أن دوريات من المجاهدين رصدت متسللين مسلحين، عبروا الشريط الحدودي في طريقهم إلى جبل «ثهران» في محافظة الداير، يحملون كميات كبيرة من الذخيرة على ظهور الحمير. وقال ابن قزيز إن رجال المجاهدين نصبوا كميناً للمسلحين، وحصل تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، أسفر عن فرار المسلحين مخلفين وراءهم الذخيرة، التي تمت مصادرتها، وتبين أن الكمية المضبوطة تتجاوز 66 ألف رصاصة متنوعة لأسلحة مختلفة كانت بحوزتهم. وأضاف: أن «الطبيعة الجغرافية للمنطقة وظلام الليل، ساعدا المسلحين على الهروب كونهم قريبين من الشريط الحدودي »، مشيراً إلى أن «المواجهة لم تسفر عن إصابات في صفوف وحداتنا». وكان مصدر مسؤول في وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة دحض منتصف ليل أول من أمس ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية عن وجود زحف عسكري سعودي كثيف من جميع المحاور باتجاه اليمن، وأوضح ان توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واضحة وصريحة، وهي طرد المتسللين المعتدين من دون التعدي على أراضي الجمهورية اليمنية. وفي صنعاء، تظاهر مئات اليمنيين امام مقر السفارة الايرانية مطالبين بقطع العلاقات الديبلوماسية مع ايران التي اتهموها بدعم المتمردين «الحوثيين»، في حين أغلقت السلطات أمس مؤسستين صحيتين ايرانيتين للإشتباه في تمويلهما المتمردين. وتجمع اكثر من 400 شخص امام السفارة رافعين شعارات منددة ب «التدخل» الايراني في شؤون اليمن كما حملوا لافتات طالبت بطرد السفير واخرى شجبت «المشروع الفارسي الطائفي الارهابي الايراني في اليمن». واغلقت السفارة ابوابها فيما ترك المتظاهرون رسالة على باب المبنى جاء فيها ان «الاعمال الارهابية التي تدور في محافظة صعدة مسنودة بالدعم اللامحدود من قبل ساسة وحوزات ايران ليست الا نقطة البداية لتدشين حلم الامبراطورية الفارسية على الاراضي العربية من خلال ادخال المنطقة في اتون الصراعات المذهبية والطائفية». وقالت وزارة الداخلية اليمنية في بيان إنها قررت «إغلاق المركز الطبي والمستشفى الايرانيين في صنعاء» التابعين للهلال الاحمر الايراني «لانعدام الشفافية في التصرف المالي للمؤسستين». وكانت السلطات اليمنية اغلقت المستشفى الايراني في صنعاء بحكم الامر الواقع في 13 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بسبب ما قالت انه خلاف مع المالكين نجم عن تأخير في تسديد الايجار. واعلن مصدر عسكري يمني إن الجيش وجه ضربات قاصمة للمسلحين في الملاحيظ واستولى على كميات كبيرة من أسلحتهم وعتادهم. وجاء ذلك في حين كشفت مصادر قبلية بمحافظة صعدة ان جماعة الحوثي يواصلون بناء المتاريس وحفر الخنادق والآبار الارتوازية استعدادا لنقل مقر قيادتهم من منطقة مطرة إلى جبال حليم في منطقة مذاب صعدة، بعد الضربات التي تعرض لها. وفي برلين، قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أمس أن امام المتمردين حلين لا ثالث لهما، فإما إلقاء السلاح أو القضاء عليهم، في حين أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها الشديد مما يحصل في اليمن ودعت جميع الأطراف المعنيين بالنزاع إلى الامتناع عن التصعيد. وفي مقابلة مع «الحياة» في ختام زيارته لالمانيا التي استمرت ثلاثة ايام وشهدت جولة واسعة من المحادثات السياسية، قال القربي أن حكومته «تحاول من طريق استمرار عملياتها العسكرية ضد الحوثيين دفعهم إلى إلقاء السلاح جانبا وطرح مواقفهم أمام الحكومة، وإلا فانهم سيخسرون هذه المعركة في النهاية». وعن اتهام ايران بدعم «الحوثيين» قال القربي: «الأدلة على ذلك متوافرة، لكننا لا نعتقد أنها من الأمور التي تطرح على الإعلام لأنه يترتب على ذلك أمن دول وعلاقات دول». وزاد: «نتعامل معها بالأسلوب الديبلوماسي من خلال إيصالها إلى الجهات التي يعنيها الأمر».