خرجت «الجماعة الإسلامية» في مصر عن الاتجاه السائد في البلاد المطالب بالتصعيد ضد الجزائر بسبب الأحداث التي شهدتها شوارع الخرطوم عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر لكرة القدم واتهام القاهرة جمهور الجزائر بالاعتداء بأسلحة بيضاء على المشجعين المصريين. إذ اعتبرت «الجماعة الإسلامية» في بيان أن «التعصب والتحزب خلف الفرق الكروية جاهلية»، ورفضت التصعيد بين البلدين على خلفية هذه الأحداث. واعتبرت الجماعة أن «ما حدث بين الجزائريين والمصريين ليس استثناء فرضته الظروف العصيبة للمباريات (لكن) هذه العصبية ثقافة متجذرة في عقول الكثيرين نتيجة غياب الوعي الحقيقي بالمسؤولية نحو الأوطان». وانتقدت في بيان لمناسبة عيد الأضحى تنشره اليوم وحصلت «الحياة» على نسخة منه، الحركات الإسلامية في الجزائر التي قالت إنها نافقت «العوام والدهماء» طمعاً في أصواتها الانتخابية. وأسفت الجماعة في بيانها على «الدماء التي تراق هنا وهناك من أجل مباراة تافهة لن تتقدم أمة إذا فازت بها ولن تتأخر أخرى إذا انهزمت فيها». وقالت: «عادت الجاهلية في كل صورها ... عادت مع الذين امتشقوا حسام الجاهلية ودعموا بكل قوة التحزب والتعصب خلف الفرق الكروية المحلية أو القومية على حساب الولاء لله ورسوله وعلى حساب الانتماء للإسلام والانتماء لوطن أكبر وأعظم من أي فريق كروي مهما علا شأنه». وأشارت إلى أن هناك «تياراً في الجزائر ينتمي إلى الفرنكوفونية المتطرفة التي تريد إقصاء الإسلام والعروبة من هوية الجزائريين، وتريد أن تأخذ الجزائر بعيداً من أصولها الحقيقية وانتمائها العربي والإسلامي الأصيل ... وهناك أيضاً بعض الإعلاميين والعلمانيين في مصر يريدون إحياء النعرات الجاهلية ويريدون تفريغ همة الشباب وحيويتهم وعقولهم من كل معنى حقيقي للنصر سوى النصر في مباريات الكرة مع أنها أتفه أشكال النصر على الإطلاق». وأضافت الجماعة التي زينت موقعها الالكتروني بعلمي مصر والجزائر أن «بعض الإعلاميين وبعض الأقلام حولوا كرة القدم من لعبة نلهو بها في أوقات فراغنا إلى مشروع وطني وقومي يلتف حوله الشعب لتتحول تطلعات شعب بأسره إلى أقدام لاعبي الكرة لا إلى عقول علمائها ودعاتها ومفكريها ومثقفيها وساستها المخلصين لأمتهم وبلادهم».