تراجعت أعداد الأفواج السياحية الآتية إلى الصين لزيارة هونغ كونغ بنحو 80 في المئة مطلع الشهر الجاري، في ظلّ ازدياد المشاعر المعادية للصين واندلاع الاحتجاجات التي أثنت كثراً عن عبور الحدود، ما يسلّط الضوء على تعمّق الانقسام بين الجانبين. وتصاعد التوتر في الأسابيع الماضية مع اتهام ناشطين محليين الزوار من الصين بشراء كل شيء، بدءاً من حليب الأطفال حتى الحفاضات. وتصدّى محتجون لزوار في مراكز تسوّق بالقرب من الحدود، واشتكوا من أن الزوار يرفعون الأسعار ويسدون الطرق ويسببون الإزعاج عموماً. وقال رئيس مجلس إدارة رابطة السياحة الوافدة في هونغ كونغ بول ليونغ: «كنا نتعامل مع 400 فوج سياحي إلى 500 يومياً، فيما لا يزيد العدد الآن عن 100»، لافتاً إلى حصول ذلك في الفترة بين نهاية شباط (فبراير) الماضي ومطلع الشهر الجاري». ووفد أكثر من 40 مليون زائر من الصين إلى هونغ كونغ العام الماضي، ما يفوق كثيراً عدد السكان المحليين البالغ 7.2 مليون. وتعرّض كثر من العابرين للحدود يومياً للتسوّق وتناول الطعام والاستمتاع برؤية البحر، للتحرّش في الأسابيع الماضية. ولوّح المحتجون في هونغ كونغ بأعلام تعود إلى عهد الاستعمار، وصرخوا في السياح لمطالبتهم بالعودة إلى بلدهم، ما فجّر اشتباكات أجبرت الشرطة على استخدام رذاذ الفلفل وأدت إلى إغلاق المحال التجارية. وأبدى الزوار من الصين صدمتهم، قائلين إن سكان هونغ كونغ «غير مهذبين». ويتجنّب سياح أيضاً ممّن ينفقون بسخاء، زيارة هونغ كونغ بعد احتجاجات طالبت بالديموقراطية نهاية العام الماضي وأصابت أجزاء من المدينة بالشلل التام. وشهدت في ذروتها خروج أكثر من 100 ألف شخص الى الشوارع. وانتقلت تبعية هونغ كونغ من بريطانيا إلى الصين عام 1997 وفق صيغة «بلد واحد ونظامان»، وأعطتها حكماً ذاتياً واسعاً وحريات مع وعد بإجراء اقتراع عام في «نهاية المطاف». وطالب المحتجون بإجراء انتخابات حرة لاختيار القيادة المقبلة لهونغ كونغ عام 2017، وليس تصويتاً على مرشحين مختارين، كما أعلن الحزب الشيوعي الصيني أنه ينوي فعله. ووعد ليونغ تشون ينغ حاكم هونغ كونغ، بأن يثير المخاوف بشأن السياح الصينين مع سلطات الحكومة المركزية، أثناء زيارته بكين هذا الشهر.