أمر الرئيس عبد ربه منصور هادي باستقدام وحدات من الجيش اليمني إلى مدينة عدن، في ظل التوتر الذي تشهده المدينة بسبب تمرد قوات الأمن الخاصة ورفض قائدها قراراً بإقالته. وكشفت مصادر قريبة من هادي أنه أمر بتجنيد 20 ألفاً من الموالين له في الجنوب، استعداداً لأي مواجهة محتملة مع جماعة الحوثيين وحليفها الرئيس السابق علي صالح الذي هدد قبل أيام بطرد هادي وأعوانه من عدن. في غضون ذلك، بدأ الحوثيون أمس مناورات قتالية لعناصرهم في منطقة وادي آل جبارة التابعة لمحافظة صعدة (في الشمال) حيث المعقل الرئيسي لجماعتهم. وعلمت «الحياة» من مصادر في الجماعة أن إيران وعدتها بتقديم خمسة بلايين دولار لتعويض خسائر اليمن، بسبب العزلة الدولية التي تسبب بها انقلاب الحوثيين على العملية الانتقالية، في وقت قرر البنك الدولي وقف كل نشاطاته في اليمن نتيجة تدهور أوضاعه الأمنية. وتظاهر آلاف من اليمنيين في مدن عدة أمس، للتنديد بانقلاب الحوثيين وتأييد شرعية الرئيس هادي، في حين فضّت الجماعة تظاهرة في مدينة البيضاء وأطلقت النار على المشاركين فيها، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح سبعة آخرين. وأكدت مصادر رئاسية أن هادي استقدم تعزيزات من معسكر «اللواء 119 مشاة» في محافظة أبين المجاورة، والذي يقوده اللواء فيصل رجب أحد القادة الجنوبيين، وصلت طلائعها ليل الأربعاء إلى عدن، في خطوة يُعتقد بأنها تهدف إلى حماية الرئيس والتصدي لتمرد قوات الأمن الخاصة التي يرفض قائدها العميد عبدالحافظ السقاف، منذ أسبوعين، قرار هادي بإقالته. مصادر أمنية قالت ل «الحياة» أن جندياً من قوات السقاف المنتشرة في عدن، قُتل الأربعاء في اشتباك مع مسلحي «اللجان الشعبية» الموالية لهادي، أثناء محاولة فاشلة لها من أجل السيطرة على موقع أمني في حي كريتر. وفي حين تلوح نذر مواجهات بين أنصار هادي والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح وجماعة الحوثيين، أكدت مصادر رئاسية أمس أن هادي أمر بتجنيد 20 ألف شخص من أنصاره في المناطق الجنوبية، بخاصة من محافظة أبين التي ينتمي إليها، في سياق استعداده لصد أي هجوم على المدينة. وكان علي صالح هدد قبل أيام بطرد هادي من الجنوب، على غرار ما فعل بقادة الانفصال في صيف 1994، في ظل أنباء تفيد بأنه بدأ تحريك مجموعات من القوات الموالية له إلى مناطق متاخمة للجنوب، بالتنسيق مع الحوثيين، استعداداً لاجتياح عدن. وجاءت هذه التطورات غداة إعلان قبائل مراد في محافظة مأرب، إقامة معسكر لمئات من مقاتليها على حدود المحافظة الجنوبية الغربية المتاخمة لمنطقة رداع، تحسباً لأي محاولة حوثية للتوغل صوب مأرب النفطية التي ترابط على أطرافها منذ أشهر، ثلاثة معسكرات أخرى لمسلحي القبائل الرافضة للوجود الحوثي، والمؤيدة للرئيس هادي. وبدأت جماعة الحوثيين أمس في منطقة وادي آل جبارة في معقلها بصعدة المجاورة للحدود مع السعودية، مناورات قتالية لأنصارها تشمل الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في سياق استعراض قوتها وتأكيد أنها باتت رقماً صعباً في المعادلة السياسية في اليمن. ويتخوف مراقبون من أن تكون هذه التطورات المتسارعة مؤشراً إلى قرب اندلاع مواجهات شاملة بين الحوثيين وحليفهم علي صالح من جهة، والقوات الموالية لهادي في الجيش ورجال القبائل في مأرب وشبوة والبيضاء ولحج وتعز والضالع، وهي الحدود الفاصلة الآن مع المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. على صعيد آخر، استقبل هادي في عدن سفير تركيا فضلي تشورمان، والقائم بأعمال سفارة دولة الإمارات خالد الحوسني.