قلما نشاهد مباراة دراماتيكية بروعة مباراة النصر والأهلي، فالمباراة كانت في قمة المتعة والإثارة، وهذه هي أهم ما يميز كرة القدم على غيرها من الألعاب الرياضية الجامدة الى حد الملل، لكن مباراة النصر والأهلي هي مباراة قد تكون مباراة للنسيان بالنسبة إلى الأهلاويين، لكنها تاريخية بمعنى الكلمة للنصراويين، مباراة من جملة مباريات رائعة في تاريخ النصر بعيداً عن النتيجة وإن كان من المفروض أن تكون في نهاية المطاف نصراوية عطفاً على المستوى الذي تجاوز فيه النصر الأهلي خلال زمن المباراة، وهناك فارق فني أثناء المباراة بين الفريقين يصب في مصلحة النصر، وشخصياً أميل مع من أكد أن النصر كان الأفضل في الشوط الأول وهو يسمح للفريق الأهلاوي بتسجيل ثلاثة أهداف كانت كفيلة بخروجه من المباراة منتصراً. أما سبب عودة النصر إلى المباراة بتعديل النتيجة فإنها درس مهم يجب أن يستفيد منها النصراويين أكثر من غيرهم لاعتبارات عدة، من أهمها أن المباريات المقبلة يمكن أن يتجاوزها النصر ويحقق المراد منها إذا ما قدم المستوى نفسه، وبلغ معها تلك الدرجة من الروح. وثمة فوائد خرج بها المتابع من المباراة وهي أن الفريق الذي يعتمد على أبنائه هم من تزرع فيهم روح الثقة وثقافة الدفاع عن ألوان الفريق بطريقة احترافية تنمُّ عن الولاء الممزوج بالاحتراف، وما أسامة عاشور إلا نموذج أصبح يتكرر في النصر، لكنه بحاجة الى عناية خاصة، ونحن لا نقول إن اللاعب وصل إلى المرحلة التي تؤهله لأن يكون من أعمدة الدفاع النصراوي وقريباً للمنتخب، اللاعب هو من كشف نفسه منذ أن حارب في الدفاع النصراوي في فريق فئة الشباب وقدم نفسه خامةً طيبة، إنتاجاً نصراوياً صرفاً، كما سبق أن فعل زميله إبراهيم غالب، وهذا موضوع طويل وتحولاته يجب رصدها بميزان العقل من خلال متخصصين لمعرفة ما يمكن أن يقدم. إن اللاعب أسامة عاشور نموذج نصراوي يجب ألا يمر مرور الكرام على إدارة النادي، فهذا اللاعب إذا ما قدر له الاستمرار سيكون أحد نجوم الكرة السعودية، ولكنه مرهون بتفكير اللاعب قبل أي شيء آخر، فكثير من النجوم قدموا أنفسهم مبكرين لكنهم اختفوا بسبب الطريقة التي انتهجوها في بداية المشوار، وعلى إدارة النادي مسؤولية مساعدة اللاعب إلى المضي نحو النجومية بشكل أكبر وأسرع، وهؤلاء اللاعبون يحتاجون إلى برامج تثقيف ونصائح وبناء شخصية، لكي يستمروا في الملاعب، فليست التدريبات والمحافظة عليها الطريق الوحيد لإكمال المسيرة المتوقعة، أضف إلى ذلك أن أسامة عاشور هو خلاصة مهمة للاهتمام النصراوي بالقاعدة التي ستفرز في المستقبل القريب أكثر من عاشور. إن المشكلة في النصر وجود عدد من الدخلاء الذين لا هَمَّ لهم إلا أن يلعبوا دور تكوين جبهات معارضة، والمشكلة أنهم يجدون من يصفق لهم من النصراويين «السذج»، تلك مشكلة النصر الأزلية وعلى طريقة "خالف تذكر" يظهرون على أنهم مصلحون مرة بأسمائهم وألقابهم النرجسية، ومرة يأتون إلينا متخفين بأسماء مستعارة، وهم مع الأسف من يشق الصف النصراوي، وقد تعودوا هذا النهج، بل لا يجيدون غيره، لذلك فإن تطور النصر وتقدمه يحرجهم كثيراً. فعلى الإدارة النصراوية ومن يعنيهم الأمر أن تتعامل مع هؤلاء بحذر شديد وأن تحاول تحييدهم قد الاستطاعة وهم أكثر من يضر النصر من غيرهم، هم مع الأسف الشديد أكثرية في الوقت الراهن، لكن مع الزمن سوف يتلاشون الواحد تلو الآخر ليبقى النصر فقط لمحبيه. [email protected]