رفضت السلطة الفلسطينية عروضاً وأفكاراً إسرائيلية عدة لاستئناف المفاوضات، منها اقتراح تجميد موقت للاستيطان مدته عشرة شهور. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس إن «مثل هذه الأفكار والعروض لا تستجيب متطلبات بدء عملية سلام حقيقية». وقال عبد ربه إن «المسألة ليست تجميداً موقتاً للاستيطان، وإنما وقف الاستيطان في صورة كاملة في القدس وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم تحديد مرجعية عملية السلام وهي القرارات الدولية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على كامل الأرض المحتلة في العام 1967». وعزا ظهور مثل هذه الأفكار إلى «عزلة إسرائيل الدولية». وقال: «إسرائيل دولة معزولة من قبل العالم بسبب رفضها السلام وتمسكها بالاستيطان، لذلك تقدم مثل هذه الأفكار، ليس بغرض الدخول في عملية سلام حقيقية وإنما لفك عزلتها الدولية». ونقلت الإدارة الأميركية إلى الجانب الفلسطيني أخيراً اقتراحات إسرائيلية لاستئناف المفاوضات، منها عرض ينص على نقل المنطقتين (أ) و (ب) إلى عهدة السلطة والانسحاب من أجزاء من المنطقة (ج). وقسّم اتفاق أوسلو الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة أقسام هي المنطقة (أ) الخاضعة للسلطة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، والمنطقة (ب) الخاضعة للسلطة إدارياً لكنها تخضع لإسرائيل أمنياً، والمنطقة (ج)، وهي الأكبر، وتخضع لإسرائيل أمنياً وإدارياً وتشكل 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية. وتضمنت الاقتراحات الإسرائيلية إفراجاً عن 400 أسير فلسطيني لمناسبة عيد الأضحى. وقال مسؤول فلسطيني إن الرئيس محمود عباس أبلغ الجانب الأميركي رفضه هذه الاقتراحات لأنها لا تتضمن وقفاً تاماً للاستيطان في الضفة، خصوصاً في القدس. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عباس قوله في مقابلة مع صحيفة «كلارين» الأرجنتينية على هامش زيارته بوينس ايرس، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما «لا يفعل شيئاً في الوقت الحاضر» لإنعاش مفاوضات السلام. وقال عباس للصحيفة الأكثر انتشاراً في الأرجنتين إن أوباما «لا يفعل شيئاً في الوقت الحاضر، لكنه دعانا إلى استئناف عملية السلام... وآمل بأن يؤدي دوراً أكبر في المستقبل». وأشار إلى أن الفلسطينيين «ينتظرون من اميركا أن تضغط على إسرائيل كي تحترم القانون الدولي وتطبق خريطة الطريق». وأضاف: «يمكنهم فعل أمرين، الضغط على الإسرائيليين من أجل وقف الاستيطان، والموافقة على الانسحاب إلى ما بعد حدود 1967». وكانت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر انتقدت واشنطن أول من أمس، معتبرة أن «الولاياتالمتحدة يمكنها القيام بالمزيد». واختتم عباس أمس زيارة لبوينس ايرس استمرت يومين بعد أسبوع على زيارة الرئيس الإسرائيلي للأرجنتين. وسبق أن قادته جولته في أميركا الجنوبية إلى البرازيل وسيواصلها اليوم في تشيلي.