يعتزم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارة مصر في الأسبوع الأخير من الشهر المقبل لتوقيع اتفاق استراتيجي بين البلدين مهد له وفد وزاري برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري مطلع الشهر الجاري. ويعول المالكي على ان تكون مصر باب عودة العراق الى المظلة العربية ، فيما اعرب مقربون منه عن أملهم بأن «تبادر المملكة العربية السعودية بالانفتاح أكثرعلى بغداد». وكان السفير المصري في بغداد أشرف شاهين سلم المالكي أول من أمس رسالة من الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف تؤكد أن «مصر تفتح ذراعيها للعراق وبناء علاقات تعاون استراتيجية». واعتبر شريف ان «مستقبل العلاقات بين العراق ومصر واعد ، وأن الشركات والخبرات المصرية موجودة وحاضرة في العراق وستساهم في شكل اكبر في عملية البناء والإعمار»، فيما أعرب المالكي عن «شكره للرئيس المصري ورئيس وزرائه لموقفهما المساند للعراق ولإعادة فتح السفارة المصرية في بغداد بما يسهم في تعزيز التعاون وتطوير العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات»، مؤكداً ان «العراق حريص على تطوير العلاقات مع مصر وأن زيارته المقبلة ستدفع العلاقات بين البلدين الى أمام». ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء عن المالكي قوله «اننا نسعى الى مد جسور قوية ومتينة من العلاقات مع مصر وسنعمل على الوصول بالعلاقات الأخوية الى مستوى التكامل وتذليل الصعوبات التي تقف في طريق تطويرها». وجدد المالكي الدعوة الى الشركات المصرية للمساهمة في بناء وإعمار العراق، مبيناً ان «حضور الشركات ورجال الأعمال المصريين يخدم مصلحة البلدين». ويبحث المالكي خلال زيارته الى القاهرة ملفات عدة، أهمها الانفتاح العربي على العراق ودور مصر في مساعدة العراق في هذا الجانب، كما سيوقع مع رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف «الاتفاق الاستراتيجي» الذي يخص التعاون السياسي والاقتصادي وتسهيل التبادل التجاري بين البلدين، وإعطاء تسهيلات للشركات ورجال الأعمال المصريين للاستثمار في العراق ، فضلاً عن اعطاء أولوية للشركات النفطية لبناء المصافي. وأكد عباس البياتي، النائب عن «ائتلاف دولة القانون» ان «المالكي سيزور مصر رسمياً في 21 كانون الأول (ديسمبر)»، معتبراً ان «الزيارة تهدف الى ترميم علاقات العراق العربية وتطويرها». وقال ل»الحياة» ان «وزراء النفط والكهرباء والبلديات والإعمار والإسكان والخارجية والنقل والاتصالات فضلاً عن عدد من النواب ورجال الأعمال سيرافقون المالكي في زيارته». وأضاف ان «مصر أكبر دولة عربية وهي دولة محورية في المنطقة وفي إمكانها مساعدة العراق في كل المجالات السياسية والاقتصادية»، مشيراً الى ان «مصر كانت داعمة للعملية السياسية وللتغيير في العراق منذ البداية وكانت آخر رسالة ايجابية هي ارسال سفير جديد الى بغداد على رغم ان سفيرها السابق مجهول المصير حتى الآن». وكان «تنظيم القاعدة «أعلن مسؤوليته عن خطف القائم بالأعمال المصري السابق لدى بغداد ايهاب شريف عام 2005، ليعلن بعد اسابيع قتله». وأعرب البياتي عن أمله بأن «تكون للعراق علاقات متطورة ومتينة مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية»، مبدياً أسفه «لأن المحاولات من الجانبين لم تكن في المستوى المطلوب وكانت تحتاج الى دعم أكبر وجدية أكثر وتواصل أعمق». كما أعرب عن «أمله بأن تبادر السعودية الى توطيد العلاقات مع العراق.