أكد المشاركان في ندوة «تعزيز الانتماء الوطني»، التي أقيمت ضمن النشاط الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب المقام حالياً، ضرورة تكامل العمل المجتمعي لتنمية الروح والانتماء الوطني. وأوضح المتحدثان؛ المدير العام لإدارة الأمن الفكري بوزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق، والمحامي الدكتور أسامة القحطاني، أن وسائل التواصل الاجتماعي أكبر مهددات الانتماء الوطني، كونها تقبل الغث والسمين من دون تفريق أو تمييز، إلى جانب انتشارها الكبير في المجتمع. وقالا إن هذه الشبكات تسمح بتشكيل انتماءات فرعية مما يؤثر في الانتماء الرئيس للوطن، الذي بدوره يمس اللحمة الوطنية، بوصفها الدرع الحصين الذي مازال السعوديون يضربون به الأمثال للعالم أجمع، وسنظل كذلك بعون الله وفضله. ولفت كل منهما إلى أن المملكة تتعرض لهجمات ومحاولات شتى، عبر طرق وأساليب ملتوية كثيرة، أبرزها إلكترونية فكرية، وتحتاج إلى حزم وتركيز في مواجهتها بأسلوب فكري فعال، لدحض ادعاءاتها الفاشلة من دون إعطائها المساحة الكافية لبث سمومها ودجلها. يذكر أن الندوة أدارها رئيس قسم الصحافة والنشر الإلكتروني في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور ناصر البراق، ولاقت في مجمل عناصرها اتفاقاً من الجمهور الحاضر، الذي أكد أن وحدة الوطن فوق كل الاعتبارات. إلى ذلك أكد ناشرون سعوديون عرب ل«الحياة» تأثر حركة النشر العربية بحال الأمة العربية التي في ترد مستمر، ينعكس في نواحي الحياة كلها، ومن هذه عالم الكتب والنشر. «الحياة» سعت إلى عدد من الناشرين وسألتهم عن المرحلة التي تعيشها الأمة العربية الآن هل أثّرت في نوعية الكتب ليصبح التركيز على كتب بعينها تطرح مواضيع ذات طبيعة معينة؟ أم أن ما يحدث من اضطرابات تعم أرجاء الوطن العربي عديم التأثير في خطط دور النشر وسياسيات النشر لديها؟ وقال إبراهيم السكران (دار طوى): «لا، على مستوى الدار أبداً لم يتغير شيء، الموضوع السياسي موضوع مختلف جداً، اهتمامات الدار في معظمها أدبية، قد يكون هذا التأثير لدى دور نشر مهتمة بالموضوع السياسي، ونذكر أن ثقافة المجتمعات لم تتأثر بشيء، ولن تتأثر الدار وهي متوجهة للرواية العربية والمترجمة التي لها جمهورها. في حين يرد ناجي مرزوق (دار صامد) بنعم، «لأنه ما حصل منذ 2011 هو التغير في عقلية المواطن العربي»، مشيراً إلى أن المواطن العربي «لم يعد يقبل كل ما يملى عليه، صار إنساناً فاعلاً ورافضاً للسائد. توجه المواطن العربي في مجال القراءة أمر صعب تحديده، لأن المواطن العربي لا يقرأ، فالتونسي يقرأ قرابة 8 دقائق في السنة. ولا بد على الكُتّاب من أن ينتبهوا لهذه القضية وصعوبة المرحلة، وأن الناس يحبون كتباً خفيفة مراعاة للأوضاع». وأكد بسام شباروا (الدار العربية للعلوم ناشرون) تأثر حياة الناس والمجتمعات، «فكيف بالكتاب لم يتأثر، أولاً الكتاب السياسي قُتل لأنه انتقل إلى الشاشة وأصبح يُشاهد، بخلاف أن بيع الكتب خف كثيراً، ما جعل الدور تطبع نسخاً أكثر، ما سبب ارتفاع أسعار الكتب الملاحظ». وقال إن دور النشر تحاول ألا تنتج أعمالاً «تزيد الطين بلة وتسيء للأوضاع الراهنة»، لافتاً إلى أن الروايات «هي الأقرب تخفيفاً للمشكلات للوضع الراهن، وهو توجه الدار، خصوصاً العربية وتلك المترجمة». وقال محمد قنديل (دار مدارك) إن دارهم «تتميز بإصداراتها التي تواكب الأحداث السياسية، والدار تسعى إلى استقطاب الفئات العمرية التي تراوح بين 15 و50 عاماً وأكثر»، مشيراً إلى أن هناك «من يميل إلى السياسي أكثر من الروائي على رغم وجود توجه عام من القرّاء إلى الأدب الروائي وإلى القصة القصيرة». وتطرق رمزي بن رحومه (دار مسكلياني ودار الجنوب) إلى أنه ليست فقط المرحلة بالمعنى السياسي والاجتماعي مَنْ أثّر، إنما أيضاً بالمعنى الإعلامي، «وسائل الاتصال صارت توجه الرأي العام إلى كتب دون كتب، كذلك هذه وسائل الاتصال الحديثة كلها صارت تتحكم إلى حد ما في الرأي العام وفي جماهير القراء». أما رضا عوض (دار رؤية) فيقول: «على العكس ما يحدث الآن في المنطقة العربية له مفعول السحر في إعلان حقيقي، لانطلاقة ثورة ثقافية حقيقية، لأننا في العالم العربي بحاجة ماسة إلى ثورة ثقافية من أجل إعادة الوعي العربي في الوضع الراهن». ويرى أن هذه الكتب «هي الكتب التي تشكل في الفكر والوجدان». وأوضح علي وهبة (دار رشاد براس) أن «جزءاً من القرّاء يقرأون المواضيع السياسية والدينية المتعلقة بالمرحلة الراهنة، وهناك من أصبح لديهم نفور من الجدية والكتب السياسية، فيتجهون إلى أشياء تثقيفية أو ترفيهية تنسيهم الوضع الراهن».