فاجأ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خصومه الأكراد في محافظة الحسكة بشمال شرقي سورية، وشن هجوماً ضخماً بمئات المقاتلين تدعمهم الدبابات للسيطرة على معبر رأس العين (سري كانييه) على الحدود مع تركيا. وتمكن مقاتلو التنظيم الإسلامي المتشدد من طرد الأكراد من قرى قريبة من المعبر، وبثوا مشاهد فيديو لمعاركهم ظهرت فيها آليات عسكرية مموهة بالأعشاب في محاولة منهم لتفادي استهدافها بطائرات التحالف الدولي التي كانت تحلّق فوقهم على علوّ منخفض. كما تضمنت المشاهد التي بثتها وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، مشاهد قصف مدفعي يقوم به عناصر «داعش» ضد مواقع وحدات حماية الشعب الكردي. (للمزيد) وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير من الحسكة أمس، أن اشتباكات عنيفة تدور في منطقتي تل خنزير والمناجير بريف مدينة رأس العين بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» إثر هجوم عنيف نفذه المئات من عناصر التنظيم مدعمين بالدبابات والآليات الثقيلة على المنطقة، وتمكنوا من التقدم فيها والسيطرة على تل خنزير. وأضاف «المرصد» أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عشرات من الطرفين. وأكدت وكالة «مسار برس» المعارضة، من جهتها، سيطرة «داعش» على بلدة تل خنزير بريف رأس العين الغربي، مشيرة إلى أن الاشتباكات تتركز حالياً «في محيط قرية خربة البنات». وأضافت أن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة كثّف من طلعاته في سماء مدينة رأس العين وريفها من دون تنفيذ أي عمليات قصف على مواقع لتنظيم الدولة في المنطقة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في مجلس الدفاع الذي يديره الأكراد في الحسكة، تأكيده وقوع اشتباكات عنيفة في منطقة رأس العين، واعترف بأن القوات الكردية أجبرت على الانسحاب من إحدى القرى القريبة. وقال المسؤول الذي تحدث من خلال موقع «سكايب»: «هناك شهداء وقتلى لكن عدد الشهداء غير معروف حتى الآن». ومعلوم أن «داعش» يشن منذ أيام هجوماً عنيفاً آخر على بلدة تل تمر بريف الحسكة الغربي والتي كانت «وحدات الحماية» الكردية قد سيطرت عليها قبل أيام. وجاء احتدام المعارك بين «داعش» والأكراد في وقت وقعت مواجهات بين التنظيم وفصيل إسلامي شرق دمشق، فقد أشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات بين فصيل إسلامي وبين تنظيم «الدولة الإسلامية» في الغوطة الشرقية، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين وأسرى في صفوف التنظيم. أما في محافظة دمشق، فقد ذكر «المرصد» أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة ب «قوات الدفاع الوطني» وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية و «جبهة النصرة» من جهة أخرى في حي جوبر، وسط سماع دوي انفجار ناجم عن تفجير نفق من قبل قوات النظام في الحي». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري سوري وجماعة مراقبة تأكيدهما أن نحو 70 عنصراً تركوا منطقة تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق الجنوبية وسلموا اسلحتهم للجيش السوري. وكان قائد «كتيبة الأنفال» استغل انشغال مقاتلي المعارضة بقتال داخلي وعبر مع مقاتليه إلى مناطق النظام في ضواحي العاصمة. على صعيد آخر، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «مصادر متطابقة»، أن باريس تحقق لمعرفة هوية شخص ظهر في تسجيل فيديو بثه مساء الثلثاء تنظيم «داعش» لإعدام شاب من عرب إسرائيل بتهمة أنه «جاسوس» لجهاز «الموساد». وهدد شخص بتحدث بالفرنسية في شريط الإعدام، بشن هجمات على الإسرائيليين والسيطرة على القدس، مشيراً إلى هجمات استهدفت يهوداً في فرنسا. وقال مصدر أمني ل «فرانس برس» إن «عملية تحقق تجري» حول هوية هذا الشخص لتحديد هل هو فعلاً صبري اسعيد الذي كان مقرباً من محمد مراح الذي نفّذ سلسلة هجمات إرهابية في فرنسا عام 2012؟ وصبري اسعيد المعروف منذ فترة طويلة لأجهزة مكافحة الإرهاب يُعتبر من أبرز شخصيات التطرف الإسلامي في تولوز ويشتبه بأنه توجه منذ نيسان (أبريل) 2014 الى سورية، التي كانت اعتقلته في العام 2006 ورحّلته إلى فرنسا بعدما كان في منزل يؤوي أعضاء في تنظيم «القاعدة» في طريقهم إلى العراق.