بعد أن ينهي الطالب يحيى موسى (16 عاماً) يومه الدراسي في إحدى المدارس الثانوية في محافظة أحد المسارحة يتوجه إلى مخيم إيواء النازحين لتقديم خدماته التطوعية. ينتسب يحيى إلى جمعية «أصدقاء البيئة» التطوعية التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في منطقة جازان، والتي تضم إضافة إليه 15 طالباً يعملون لخدمة النازحين في المخيم، ويشعر بالفخر والسعادة وهو يساعد النازحين، فهو مرة يرافق بحنان طفلة ضائعة إلى خيمة ذويها، وأخرى يقوم بمساعدة مسن لاستلام معوناته. ويؤكد يحيى أن عمله التطوعي في المخيم لا يؤثر في دراسته، ويضيف: «انتظر بفارغ الصبر انتهاء اليوم الدراسي للعمل في المخيم، والعمل هناك أكسبني مهارات إضافية، استطعت الاستفادة منها في المدرسة والمنزل، مثل تقدير العمل والاجتهاد ومساعدة الآخرين». يتعاون الشاب يحيى وزملاؤه مع الجهات الحكومية العاملة في المخيم، وهم متأهبون دوماً لتوزيع المعونات وتنظيم النازحين. والجميع في المخيم يتابعون همّة المتطوعين ونشاطهم وابتسامتهم العريضة، التي تنم عن رضا داخلي تجاه عملهم التطوعي، الذي لا يبغون من ورائه أجراً، سوى ابتغاء مرضات الله، وتحقيقاً لرغباتهم الذاتية في تقديم المساعدة للنازحين، والوقوف بجانبهم في «محنتهم». من جانبه، يوضح المشرف على الجمعية صالح عقيلي أن «التطوع» قيمة إنسانية وسنة إسلامية حميدة، تسهم في سيادة التكافل والمودة والرحمة بين فئات المجتمع، مشيراً إلى أن الجمعية تهدف إلى تنمية قدرات ومواهب وإبداعات المتطوعين لخدمة النازحين في المخيم وفي بقية الخدمات التطوعية الأخرى. يذكر أن المخيم يقع في الجهة الغربية من محافظة أحد المسارحة بمساحة 300 ألف متر مربع، ومجهز بجميع المستلزمات بدءاً من الخيام ومروراً بأعمدة النور ووصولاً إلى شبكة مياه غطت المخيم الذي يحوي أكثر من 670 خيمة تضم 3004 عائلات، يشكل عددهم 14772 شخصاً، ويتم توفير الطعام والشراب للنازحين، و«الملاهي» للترفيه عن أطفالهم.