توقعت مندوبة الكويت في «أوبك»، نوال الفزيع، خلال مؤتمر للطاقة في قطر أمس، أن تقرر المنظمة استمرار سياسة الإنتاج الحالية في اجتماعها التالي في حزيران (يونيو). وهذا أول تصريح علني في شأن القرار المنتظر أن يكون حاسماً في تحديد اتجاه أسعار النفط العالمية في النصف الثاني من السنة. وأوضحت أنها تعتقد أن المنظمة ستبقي سياسة الإنتاج الحالية من دون تغيير في اجتماع حزيران. ورداً على سؤال عن توقعاتها لإبقاء «أوبك» على سياستها من دون تغيير في الاجتماع المقبل، لفتت الفزيع إلى أن «الاجتماع بعد شهرين فقط باستبعاد عطلات نهاية الأسبوع وعطلات الصيف، لذا تعتقد أن السياسية لن تتغير». واستبعدت حدوث تغيير كبير في ميزان العرض والطلب في السوق قبل الاجتماع التالي للمنظمة. وأشارت الفزيع إلى أنها لا تتوقع أن تنزل الأسعار عن 40 دولاراً للبرميل. وأضافت: «من الصعب التنبؤ بأسعار النفط في الوقت الحالي، نظراً لأنها لا تتأثر بالمعنويات في السوق فحسب بل بالعوامل الجيوسياسية ومشاكل الإنتاج في العراقوإيران». وتابعت: «الوضع في العراق مازال يكتنفه الغموض على رغم زيادة الإنتاج هناك». وتابعت أن إمدادات إيران ترتبط بسير المفاوضات النووية مع الغرب لكنها أبدت اعتقادها بأن إنتاج طهران سيرتفع في كل الأحوال ولكن ليس سريعاً، موضحة أن أعمال الصيانة وإعادة تشغيل الحقول وجلب المعدات الجديدة يستغرق وقتاً. ووفق محللين من «إنرجي أسبكتس» البحثية، فحتى قبل عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق ستضطر «أوبك» وغيرها من المنتجين إلى مواجهة انخفاض الأسعار، إذ يُنتظر أن يضعف الطلب من نيسان (أبريل) حتى حزيران (يونيو). ولفتت «إنرجي آسبكتس» في مذكرة بحثية إلى أن «غالبية العوامل الداعمة لبرنت بدأت تنحسر، والإمدادات التي تأثرت بالطقس السيئ والمشاكل الفنية بدأت تعود (...) بالتزامن مع قرب بلوغ أعمال صيانة المصافي العالمية ذروتها». وأشار «بنك أوف أميركا- ميريل لينش» إلى أنه يلاحظ استمرار الضغوط النزولية على سعر النفط خلال الربع الثالث من السنة، مع استمرار الدول المتقدمة في تكوين مخزون تجاري. وأضاف في مذكرة «من منظور الاقتصاد الكلي سيواصل ارتفاع الدولار وضعف الأسواق الناشئة الحد من ارتفاع أسعار النفط في وقت يشكل اتفاق نووي مع إيران خطراً كبيراً». إلى ذلك، توقع وزير الطاقة البحريني عبد الحسين بن علي ميرزا، أن يكلف توسيع مصفاة سترة لتكرير النفط في المملكة نحو خمسة بلايين دولار، مرجحاً أن تدخل المصفاة حيز التشغيل في 2019. وأعلن أن الأعمال الهندسية والتصميم لزّمت، ومن المقرر أن تكون جاهزة في نهاية الربع الأول من عام 2016. وأضاف أن «الخطة الحالية تتضمن زيادة الطاقة الإنتاجية للمصفاة من 260 ألف برميل يومياً إلى 360 ألفاً على أن تبدأ العمل في 2019». وتابع «من المقرر تمويل عملية التوسيع عن طريق الاقتراض»، لكنه أضاف أن ترتيبات الاقتراض لم تنته حتى الآن. وتوقع الانتهاء من مد خط أنابيب بين السعودية والبحرين بحلول عام 2018 ليحل محل خط قديم مع زيادة طاقته إلى 350 ألف برميل يومياً من 230 ألفاً. وذكر أن البحرين ستطلب من الشركات تقديم عروض للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق امتياز بحرية لكنه لم يذكر موعداً محدداً أو يكشف عن الشركات التي ستشارك، اذ لم تجرِ بعد أي جولة ترويجية لجذب مستثمرين. إلى ذلك، تراجعت العقود الآجلة لخام «برنت» إلى أقل من 58 دولاراً للبرميل أمس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوياته في سنوات واستمرار تخمة المعروض في السوق إضافة إلى ضعف الطلب. وهبط «برنت» 79 سنتاً إلى 57.74 دولار للبرميل بينما تراجع الخام الأميركي 45 سنتاً إلى 49.55 دولار. وقال متعاملون ومحللون إن الأسعار قد تشهد مزيداً من الانخفاض مع ارتفاع صافي مراكز المضاربة بشكل كبير، وخصوصاً «برنت»، بينما مازالت العوامل الأساس ضعيفة في ظل انعدام المؤشرات على أي تباطؤ في الإنتاج. في الوقت ذاته، تقترب أعمال صيانة المصافي في أنحاء العالم من ذروتها، وتشير تقديرات «إنرجي أسبكتس» إلى أن الطاقة العالمية المعطلة ستبلغ 5.7 مليون برميل يومياً في نيسان (أبريل). في سياق آخر، أشار مسؤولون أتراك ومصادر في قطاع النفط، إلى أن ضخ الخام من كركوكالعراقية إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط توقف منذ أول من أمس بسبب إصلاحات بعد سرقة كميات من النفط. وقال مسؤول في شركة «بوتاش» الحكومية المشغلة لخطوط الأنابيب: «وقعت سرقات في خط الأنابيب، ما تطلب إصلاحات تستغرق يومياً أو يومين». وتابع: «قد نستأنف الضخ عبر الخط اليوم (الأربعاء)». وأفاد مصدر بأن معدل ضخ الخام في خط الأنابيب يبلغ نحو 450 ألف برميل يومياً، مضيفاً أنه وصل في بعض الأحيان إلى 500 ألف. وقال: «شهدنا زيادة في عمليات السرقة على الجانب التركي في محيط إقليم أورفة»، في إشارة إلى إقليم شانلي أورفة التركي في الجنوب الشرقي وهو المتاخم لسورية. إلى ذلك، أعلنت مصادر في قطاع النفط أن شركة ناقلات النفط العراقية عرضت ما يصل إلى 100 ألف طن من زيت الوقود للتحميل في نيسان، على أربع ناقلات من بغداد وشط العرب والفرات ودجلة في الشهر المقبل. ويقدر السعر بنحو 450 دولاراً للطن.