كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن زيارة الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح ونائبه زياد النخالة لمصر «حققت اختراقاً مهماً» في العلاقة بين القاهرة وحركة «حماس». وأوضحت ان الهدف من الزيارة «نزع فتيل الأزمة» بين القاهرة و»حماس»، ما سيترتب عليه حلحلة الكثير من الأزمات الأخرى، من بينها أزمة معبر رفح المغلق الذي تفتحه السلطات المصرية يومين أو ثلاثة أيام كل شهرين. وأضافت أن «مصر قررت استجابة جهود حركة الجهاد بفتح المعبر يومين اسبوعياً، على أن يزداد عدد أيام العمل فيه ارتباطاً بزيادة عوامل الثقة بين حماس والقاهرة». وأوضحت أن «حماس تعهدت أن تحفظ أمن الحدود بين القطاع ومصر البالغ طولها 14 كيلومترًا، وكذلك منع أي عمليات تسلل من القطاع الى شبه جزيرة سيناء، أو منها الى القطاع، والحفاظ على أمن مصر» خلال الاتصالات التي أجراها شلح مع قادة الحركة. واعتبرت أن «قضايا المعبر وعودة مصر الى رعاية المصالحة الفلسطينية ومفاوضات وقف اطلاق النار غير المباشرة مع اسرائيل وقرارات المحاكم المصرية، سيكون في شأنها نتائج ايجابية في حال عودة الثقة بين مصر وحماس». وشددت على أن «القضية في حاجة الى اختراقات اخرى، ولا يمكن أن تتم خلال زيارة واحدة، وسيعود شلح والنخالة الى القاهرة مجدداً لمواصلة جهودهما في هذا الطريق». ولفتت الى أن «هناك عدداً من القضايا لا يزال في حاجة الى مزيد من النقاش، من بينه تمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل على الأرض في القطاع، ورواتب موظفي حكومة حماس السابقة وإعادة الإعمار وغيرها، فضلاً عن استمرار بناء الثقة وتعزيزها بين القاهرة والرئيس محمود عباس وحماس». ووصف الناطق باسم حركة «الجهاد» داوود شهاب زيارة شلح والنخالة، التي دامت تسعة أيام وانتهت أول من أمس، بأنها «ايجابية». وأشاد في حديث مع «الحياة» ب «التعاطي الإيجابي مع شلح والنخالة من جانب المسؤولين المصريين والرئيس عباس وحركة حماس، ولولا هذا التعاطي الإيجابي لما كان للزيارة أن تنجح». وتأتي زيارة شلح والنخالة في وقت تدهورت العلاقة بين القاهرة وحركة «حماس» الى مستوى غير مسبوق منذ أن بدأت الأزمة بين الطرفين عقب عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي قبل عامين، واتهام القاهرة للحركة ب «دعم ارهاب جماعة الإخوان المسلمين»، الأمر الذي تنفيه الحركة تماماً. وإلى جانب الاستعداد العسكري والميداني لحركة «الجهاد» لمواجهة التهديدات العسكرية الإسرائيلية والاحتمالات المتزايدة لشن عدوان جديد على قطاع غزة، سعت الحركة الى تحقيق اختراقات سياسية في العلاقات بين مصر و»حماس» من جهة، وبينها وبين حركة «فتح» من جهة اخرى، بحكم ترابط الملفات وتشابكها. ورفض شهاب الخوض في تفاصيل الزيارة، لكنه اعتبر أن «لمصر يعود نجاح هذا الجهد المتواضع من الجهاد، وكذلك التنسيق والتعاون مع القوى الأساسية والمؤثرة والشركاء في الوطن والقضية». وشدد على أن «الجهاد انطلقت من المسؤولية الوطنية والتاريخية للحفاظ على حال الصمود والإرادة الوطنية والثقة التي نسعى الى الحفاظ عليها في المحيط العربي والحرص على العلاقة مع مصر والحرص على مصالح الشعب الفلسطيني». واعتبر أن «القضايا والمشاكل المعقدة لا تُحل خلال زيارة واحدة، والمطلوب استعادة الثقة بين الطرفين وتعزيزها».