كشفت قناة «العربية» عبر برنامج صناعة الموت عدداً من اللقطات النادرة التي تنشر للمرة الأولى، حول اقتحام جهيمان للحرم المكي في الذكرى ال 30 من الحادثة التي هزت أركان العالم الإسلامي آنذاك وليس المملكة العربية وحدها. جاء ذلك خلال استضافة «صناعة الموت» للباحث ناصر الحزيمي، الذي كان أحد أعضاء الجماعة الذين انسحبوا منها قبل العملية ب6 أشهر. وأوضح التقرير الذي ورد في البرنامج عن جهيمان أنه كان من مواليد 1936، ولم يتمتع إلا بتعليم الصف الرابع الابتدائي، ومع ذلك امتلك شخصية حركية تنظيمية قوية استطاعت أن تقنع مجموعة من المتشددين اتباع المهدي المزعوم باحتجاز زوار البيت العتيق كرهائن، وخاضت قوات الأمن السعودي معهم معركة دامت أسبوعين كاملين تعطل فيهما الأذان ودخول الحرم المكي والخروج منه بشكل تام. وتحدث ناصر الحزيمي في البرنامج عن بداياته التي أدت به إلى الانخراط في الجماعة قائلاً: «تتلمذت في بداية المد الصحوي على أشرطة عبدالحميد كشك وثقافة سيد قطب، ضمن عائلة محافظة، وكان الأئمة آنذاك يديرون الأتباع وصغار السن عن طريق مساجدهم والمكتبات التي توجد فيها، في فترة بدأت فيها كثير من أدبيات الإسلام الإسلامي تظهر وتتسيد». وفي السياق نفسه، يتحدث الحزيمي عن الطابع الفكري والآراء الفقهية التي كانت الجماعة تذهب إليها، إذ بدأت باعتبار المحاريب (جمع محراب) بدعة في المسجد ووضعوا ألواحاً تغطيها، وأصبحوا يصلون في الحرم بالنعال، ويثوّبون ب «الصلاة خير من النوم» في الأذان الأول، لينتهي بهم الأمر إلى إعلان خروج المهدي في الحرم، في إرهاصات كان من بينها تسلم القيادة عن طريق شباب صغار ليسوا ذوي تجربة أو كفاءة في الدعوة. ونفى الحزيمي أي تمويل خارجي للجماعة ذاكراً أن معظمهم «كانوا يتسببون في بيع السيارات ويتكسبون من مثل البيع والشراء في الحراج، كما كانوا يتلقون تبرعات من المحسنين». ورداً على سؤال ريما صالحة: كيف استطاع جهيمان أن يقتحم الحرم ويرتكب الجريمة تلك، أجاب الحزيمي: «محرم شهر حرام، ومكة بلد حرام، لكنهم أعلنوا أنهم سيدخلون الحرم من أجل المبايعة فقط وليس من أجل إطلاق النار، واختيارهم للحرم جاء لأن نص بيعة المهدي يقتضي أن يبايعه الناس بين الركن والمقام، كما انهم اختاروا بداية القرن ال 15 الهجري لوجود نص أن الله يخرج على رأس كل قرن للأمة من يصلح لها دينها، وأهم مرجع لديهم في قضية المهدي كان كتاب إتحاف الجماعة في الفتن وأشراط الساعة للشيخ حمود التويجري رحمه الله، وهو كتاب متوافر حتى على شبكة الإنترنت». وتابع الحزيمي: «تردد السؤال بين المجموعة وشاع فيها: كيف يدخل الحرم بالسلاح؟ وأجاب كبارهم بأن الهدف هو الدفاع عن أنفسهم في حال محاولة حصارهم في مكة، وليس من أجل أخذ الرهائن». مؤكداً أن التفسير الحقيقي لما جرى هو أنها «فكرة مهووسة أنتجتها مجموعة مصابة بالهوس بنصوص المهدي، ولذلك انشققت عنها قبل ستة أشهر بسبب قضية المهدي والسلاح».