جسد اختيار رئيس الوزراء البلجيكي هيرمان فان رومبوي أول رئيس للاتحاد الأوروبي، ومفوضة التجارة الأوروبية كاثرين أشتون (بريطانية) ممثلاً أعلى للسياسة (وزير) الخارجية، «الهيمنة المستمرة» للدول الثلاث الكبرى فرنسا وألمانيا وبريطانيا والتي تعرف ب «الترويكا» على شؤون الاتحاد. وفور اختيار فان رومبوي وأشتون في القمة التي عقدها القادة الأوروبيون في بروكسيل ليل الخميس - الجمعة، ظهرت بوادر خيبة أمل في دول القارة العجوز، حيث اعتبر معلقون كثر انهما شخصيتان مغمورتان وليستا مؤهلتين لتعزيز مكانة الاتحاد على الساحة العالمية. وعنونت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية: «رئيس من اجل الديكور» في تغطيتها خبر اختيار فان رومبوي، فيما عكست صحيفتا «لوموند» و «لو فيغارو» الانطباع ذاته، وكتبت صحيفة «فايننشال تايمز» ان اختيار فان رومبوي «مثير لدهشة الذين كانوا يرغبون في إضفاء مزيد من الأهمية على الدور العالمي لأوروبا». ولم يكن الاختيار على مستوى تطلعات معدي معاهدة لشبونة، بدءاً بالرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان الذي كان يدعو الى اختيار «جورج واشنطن أوروبي». وكان الهدف الأساسي للمعاهدة التي تسري في أول كانون الأول (ديسمبر) المقبل واستحدثت المنصبين، منح أوروبا دوراً اكبر على المسرح الدولي في مواجهة الولاياتالمتحدة والقوى الناشئة مثل الصين والبرازيل والهند. وكشفت ملابسات اختيار رئيس الاتحاد ووزيرة خارجيته انقسامات بين الدول ال 27 الأعضاء، فيما عزا بعضهم تلك الانقسامات جزئياً الى إصرار بريطانيا على تولي رئيس وزرائها السابق توني بلير منصب الرئيس، لكن المعارضة الفرنسية - الألمانية، دفعت بلير الى سحب ترشيحه، فكانت المكافأة للندن إسناد المنصب الثاني في الاتحاد الى البريطانية أشتون، علماً انها شخصية مغمورة حتى في بلدها. وعقب اختيار المسؤولين الأبرز للاتحاد، أبدت واشنطن وموسكو رغبتهما في مواصلة «الشراكة الاستراتيجية» مع دوله، فيما أعربت بكين عن أملها بأن يؤدي الاختيار الى «تكامل أوروبي».