في عالم الساحرة المستديرة وأجوائها المثيرة (كرة القدم) هناك فئة من النجوم الكبار الذين يقدمون أروع مستوياتهم الفنية على أرض الميدان، ولا يتأثرون بعامل السن أو التقدم في العمر، إذ يؤكدون عاماً بعد عام أنهم نجوم «أفذاذ» لا يمكن لفرقهم أن تستغني عنهم مهما كلف الأمر، لأنهم يمتلكون الخبرة العريضة والثقة العالية والقدرة على التألق والإبداع ومجاراة حيوية الشبان، ويسّخرون عصارة جهدهم في مسيرتهم الرياضية لخدمة فرقهم، والذين يعدون «مدونة» كروية تحتفظ بها الجماهير الرياضية كافة. والشواهد على ذلك كثيرة في الأندية السعودية، إذ يأتي قائد المنتخب السعودي وفريق النصر حسين عبدالغني (32 عاماً) في مقدم الأسماء تلك، التي كانت وما زالت تسطر الإبداع والإمتاع في الميادين الخضراء، وتثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن الموهبة الكروية متى حافظت على البرنامج المثالي في التدريب والغذاء والنوم من شأنها أن تواصل الركض في الملاعب بذات التألق والنجومية. و «الفتى الذهبي» المولود في ال 21 من كانون الثاني (يناير) من عام 1977 شق طريقه إلى عالم النجومية من أحياء جدة، إذ مارس معشوقته وهوايته المفضلة كرة القدم من وسط الأحياء الضيقة، قبل أن ينقل هذه الموهبة الفذة إلى النادي الأهلي الذي سجل في كشوفاته رسمياً في سن باكرة وتحديداً في عام 1995 ليمثل فريق الناشئين ومن ثم الشباب ليحجز مكانه رسمياً في الفريق الأول لسنوات عدة، ويصبح خليفة الظهير الدولي «الشهير» محمد عبدالجواد، ومن يومها بات عبد الغني أشهر وأمهر اللاعبين الشبان في خانة الظهير الأيسر ليس في ناديه فقط، بل في صفوف المنتخبات السعودية كافة، التي مثلها بكل تألق وتوهج ونجومية، حتى صنّفه النقاد والمحللون بأنه أفضل ظهير أيسر في تاريخ الكرة السعودية. ويعاب على عبدالغني كثرة «نرفزته» الزائدة وعصبيته الدائمة التي تخرجه في بعض الأوقات عن «الروح الرياضية» وتعرضه ل «الطرد» من أرضية الملعب ب «الكرت الأحمر» وارتكابه لحوادث الضرب مع لاعبي الفرق المنافسة لفريقه، إذ اعتاد حسين عبدالغني على تلك «السلبية» منذ كان في الاهلي، إذ حدثت قبل مواسم عدة ماضية «مضاربة» مهاجم الاتحاد السابق مرزوق العتيبي ووصلت إلى المحاكم الشرعية، ومع مساعد مدرب الاتحاد حسن خليفة، وآخرها مشكلاته مع لاعب الهلال أحمد الفريدي التي حسمتها لجنة الانضباط أخيراً ب «الصلح». لكن «النجم» الانيق القادم من سويسرا، لم يتوقف إذ استمر في خروجه عن «النص» الرياضي، إذ أسهم في طرد لاعب الهلال عبدالعزيز الدوسري خلال لقاء الفريقين الأخير في بطولة كأس الامير فيصل بن فهد، عندما أكد للحكم الدولي خليل جلال بأن اللاعب استفز الجماهير النصراوية قبل أن تلغي اللجنة الفنية البطاقة الحمراء بعد التأكد من عدم صحتها، الى جانب ما قام به أيضاً في مباراة «تجريبية» للنصر في النادي مع أحد حكامها. يذكر ان، اللاعب حسين عبدالغني خاض بعض التجارب الاحترافية في مسيرته الرياضية، إذ انتقل من الأهلي الى الريان القطري في أيار (مايو) من عام 2007 على سبيل الإعارة، ثم عاد الى أهلي جدة من جديد، ليغادر بعد ذلك إلى أوروبا وتحديداً لفريق نيوشاتيل السويسري في تموز (يوليو) من عام 2008 في تجربة احترافية لمدة عام، ليستقر أخيراً في فريق النصر، الذي انتقل له في تموز (يوليو) الماضي لمدة ثلاثة أعوام.