على رغم الجدال الحاد حول خلايا المنشأ التي تأتي من أجنّة، استخدم فريق علمي فرنسي هذه الخلايا لتشكيل طبقة من الجلد. والمعروف أن خلايا المنشأ تملك القدرة على التحوّل الى أي نوع من الأنسجة والأعضاء، كونها تمثّل الخلايا عندما تكون في مرحلة أولية من تطور الكائن الحيّ، عندما تكون الخلايا متشابهة كلها ولم تدخل في المرحلة التي تتخصص فيها كل فئة من الخلايا في صنع نسيج معين أو عضو محدّد. وقادت الدكتورة كريستين بالديشي، من «معهد العلاج بخلايا المنشأ» في جامعة إيفري الفرنسية، الفريق الذي حقّق هذا الإنجاز. وبحسب موقع «بي بي سي» الالكتروني العربي، وصفت بالديشي النتائج التي توصل إليها فريقها بأنها واعدة، في اشارة الى الفارق الذي يستطيع الجلد الذي تصنعه خلايا المنشأ، أن يحدثه في علاج الحروق، خصوصاً الحالات الخطيرة منها. وراهناً، تستخدم المراكز المتقدمة تقنية زرع جلد المصاب في المختبر، ومكاثرته كي يتلاءم مع حجم الحرق، ويستغرق ذلك ثلاثة أسابيع، يكون المريض خلالها عرضة للموت بسبب الجفاف أو الالتهابات. وتترافق الحروق الكبيرة مع رشح كميات كبيرة من بلازما الدم والسوائل والأملاح عبر الجلد المصاب، ما يعرض المريض للجفاف ولهبوط الدورة الدموية وفشلها أحياناً. كذلك لا ينهض الجلد المحروق بمهمة حماية الجسد من البكتيريا، ويصبح مُشرّعاً لدخول الجراثيم التي تحدث إلتهابات قد تتسبب في موت المُصاب. وثمة طرق أخرى لصنع جلد إصطناعي لتغطية الحروق، مثل استعمال جلود متبرعين بعد وفاتهم أو صنع شبكة أصطناعية ونشرها فوق المساحة المحروقة، لكن هذه الطريقة لا تنفع مع الحروق الكبيرة، كما تكون عرضة للرفض من جسم المريض.