سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    منطقة العجائب    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    9% نموا بصفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الاحتلال يعيد فصول النازية في غزة    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    الأخضر يرفع استعداده لمواجهة إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    هيئة الشورى توافق على تقارير الأداء السنوية لعدد من الجهات الحكومية    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    «سعود الطبية» تستقبل 750 طفلاً خديجاً    الله عليه أخضر عنيد    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    لغز البيتكوين!    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    خامس أيام كأس نادي الصقور السعودي بحفر الباطن يشهد تنافس وإثارة    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    أهم باب للسعادة والتوفيق    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيلتمان ل «الحياة»: السوريون قالوا أشياء صحيحة بعد الانتخابات اللبنانية والزيارات المتبادلة مع دمشق باتت جزءاً طبيعياً
نشر في الحياة يوم 21 - 11 - 2009

قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ان الزيارات المتبادلة مع لبنان ستستأنف بعد نيل الحكومة اللبنانية الجديدة الثقة، «ونحن اثرنا الابتعاد أثناء تأليف الحكومة حتى لا نكون عامل تعقيد».
واعتبر فيلتمان في حديث إلى «الحياة» في مكتبه في واشنطن أول من أمس الخميس أن التقارير الاعلامية في بيروت عن موقف بلاده من الحكومة ومن قضايا أخرى هي «كلام فارغ».
وأعلن فيلتمان أن واشنطن تود استئناف النقاشات البناءة والايجابية التي اجريت مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إبان زيارته العاصمة الأميركية في أيلول (سبتمبر) الماضي.
واذ تجنب فيلتمان التعليق على الدور السوري في انهاء أزمة تأليف الحكومة في لبنان قال إن العبارات السورية بعد الانتخابات النيابية في لبنان، عن العلاقة بين البلدين، «منسجمة مع القرارات الدولية» باحترام سيادة لبنان وعدم التدخل فيه. وقال: «إننا نختبر في الوقت الحالي الى أي مدى يمكن أن تذهب علاقتنا مع دمشق لكن من الصعب توقع الى أي حد ستصل». وفيما امتنع المسؤول الأميركي عن تحديد موعد لوصول السفير الأميركي الجديد الى دمشق قائلاً انه «سيكون هناك في مستقبل غير بعيد»، علمت «الحياة» أن السفير الأميركي الجديد سيكون في العاصمة السورية قبل نهاية العام الحالي.
ورد فيلتمان على أسئلة «الحياة» التي تناولت عدداً من القضايا الاقليمية كالآتي:
ما هي توقعاتك للبنان بعد تشكيل الحكومة، وما هي الخطوة التالية في دعمكم للبنان؟
- سررنا لأن الحكومة تشكلت أخيراً ونقدم التهاني الى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وأعضائها ونتمنى لهم الأفضل. نأمل بأن يكون هناك بيان وزاري في أقرب وقت والتقارير تتحدث عن تقدم في هذا الاتجاه، بحيث تنتقل الى مناقشات الثقة. ونحن، برغبة منا، بقينا بعيدين من زاوية الحذر لأننا لا نتدخل في تشكيل الحكومة ولا في صوغ البيان الوزاري. لذلك تجنبنا القيام بزيارات لأننا لم نكن نريد أن نعطي انطباعاً بأننا نتدخل في هذه العملية. لكن الآن، ما ان تحصل الحكومة على الثقة أتوقع أن تشهدوا تزايداً في الزيارات المتبادلة وحول العلاقات الثنائية.
نريد أن نساعد وأن نعمل مع الرئيس الجديد للحكومة على متابعة البرامج التي انطلقت والنظر في أخرى. ونريد أن نعمل مع أصدقائنا الاقليميين والدوليين، كما فعلنا سابقاً من أجل التأكد من الدعم الاقليمي والدولي القوي للبنان. الولايات المتحدة لا تريد أن تدعم لبنان عبر العلاقة الثنائية فقط، بل ترغب في استخدام تأثيرها مع أصدقائها الاقلميين والدوليين لضمان حصول لبنان على تأييد قوي. الزيارات ستستأنف على المستوى السياسي. لم تحصل خلال تأليف الحكومة، لأننا، تفادياً للحساسيات خلال المفاوضات الدقيقة التي كانت تجري لتأليف الحكومة، لم نرد أن ينظر الينا كعامل تعقيد.
في الحوار مع سورية على أساس الخطوة خطوة، ما الخطوة التي تتوقعونها منها؟ هل في العراق، لبنان، أم استئناف التفاوض مع اسرائيل وما الخطوة المقابلة منكم؟
- حين نتحدث مع سورية، هناك العلاقة الثنائية تحديداً ولكن لدينا قضايا اقليمية وما اذا كانت لدى سورية مصالح اقليمية تؤثر في أهداف سياستنا الاقليمية. مثلاً العراق حيث نحن منخرطون بطرق قد يراها السوريون مؤثرة في مصالحهم. اذاً حين نتحدث الى السوريين، نتناول العلاقة الثنائية والقضايا الاقليمية ونتطلع الى تقدم من الناحيتين. أي أننا نتطلع الى تقدم في ما يخص لبنان، السلام، العراق، وايران. ونريد تقدماً في القضايا الثنائية. انه ليس حواراً من جانب واحد فالسوريون لديهم توقعات منا.
المناقشات التي أجريناها مع (نائب وزير الخارجية) فيصل المقداد حين زارنا هنا في أيلول (سبتمبر) الفائت كانت ايجابية وبناءة لأنها كانت المرة الأولى التي نستضيف فيها وفداً سورياً رسمياً في واشنطن منذ سنوات. كما أنها المرة الأولى التي تمكن فيها الجانبان من وضع كل القضايا على الطاولة، سواء الاقليمية أم الثنائية، بطريقة غير جدالية وغير دعائية، ومن دون أن يبتعد كل منا عن مبادئ سياسته الخارجية. بل استطعنا أن نناقش أين يمكن لنا أن نتقاطع وأين يمكن أن تكون لدينا اختلافات، بطريقة تحليلية. نود أن نستأنف هذه النقاشات. نحن شفافون مع السوريين ونتوقع أن يكونوا كذلك معنا. علاقتنا مع لبنان قوية جداً ودعمنا لاستقلاله وسيادته مستمر من الادارة الجمهورية الى الديموقراطية والكونغرس. ونريد التأكد من أن السوريين يدركون، وهذا ليس على حساب سورية، مثلما نريد من اللبنانيين أن يدركوا، أننا حين نتحدث الى دمشق لا نقايض على لبنان ولا على سيادته مع السوريين. بل على العكس والى درجة أننا والسوريين يمكننا تطوير علاقة ايجابية نأمل بأن تؤمن بعض الحماية للبنان.
ماذا تنتظرون من سورية كخطوة مقبلة، هل ترسيم الحدود من ضمن ذلك؟
- سأكون حذراً في هذا الأمر، لحرصي على ابقاء المناقشات الديبلوماسية متكتمة. فهذه مناقشات بيننا وبين السوريين لن يتم نقل نواحيها الى العلن من جانب الولايات المتحدة. نحترم الفريق السوري ونتبع في ذلك البروتوكول الديبلوماسي. لكن سأسجل بعض النقاط. السوريون أولاً اعترفوا ديبلوماسياً بلبنان كبلد مستقل وسيد. ويبقى هل أن السفير السوري في لبنان نشط مثلما هو متوقع قياساً الى العلاقات التاريخية الخاصة بين البلدين وخصوصاً الاقتصادية والعائلية. لكن هذا لا يمنع أن هذه خطوة رحبت بها الولايات المتحدة كما دول أخرى في المنطقة والعالم.
قالت سورية الأشياء الصحيحة بعد الانتخابات اللبنانية وكذلك حين جرت المناقشات بيننا وبينهم ولا أريد الذهاب أبعد من ذلك احتراماً للبروتوكول الديبلوماسي. لقد قالوا الأشياء الصحيحة في شأن احترام سيادة لبنان واستقلاله وأنهم يريدون علاقات جيدة مع لبنان بالاستناد الى مبادئ المجتمع الدولي التي نحترمها جميعاً. أنا أعلم أن هناك تاريخاً هنا والولايات المتحدة ليست ساذجة في هذه الأمور لكن العبارات التي سمعناها من السوريين منسجمة مع القرارات الدولية التي دعت الى احترام سيادة لبنان واستقلاله وعدم تدخل القوى الخارجية في قضاياه الداخلية.
أي بلد يحتاج الى السيطرة على حدوده ولهذا فإن الأمر يحتاج الى أن يعرف أين هي. ليس هناك تناقض بين علاقات صداقة ووثيقة بين دمشق وبيروت وبين أن تكون الحدود مرسّمة بينهما. هذا أمر حاصل بين الولايات المتحدة وكندا. نعرف حدود بعضنا وعلاقتنا وثيقة. وسأجادل الرأي القائل ان ترسيم الحدود هو فعل عدائي، اذ أنه في الواقع فعل صداقة وتعاون.
خلال الأسابيع الأخيرة ذكرت تقارير في بيروت أن السوريين لعبوا دوراً في انهاء أزمة تأخير تأليف الحكومة مقابل جهود اقليمية أخرى اتهمت بالعرقلة من بينها ايران. هل سجلتم ذلك أيضاً؟
- الحكومة التي تألفت جاءت بصيغة 15-10-5 التي اتفق عليها اللبنانيون أنفسهم. في مناقشاتنا مع عدد من الشخصيات اللبنانية التي تعرفون من هي والتي نتحدث اليها أكثر من غيرها، قالوا إن هذه الصيغة قابلة للتطبيق وواقعية. وأعتبر أن الحكومة جاءت بهندسة لبنانية. وجميعنا على الصعيدين الدولي والاقليمي (كنا) نحاول تأمين المناخ الذي يمكن اللبنانيين من أن يعالجوا خلافاتهم على الحقائب (الوزارية).
هل ساهم السوريون في هذا المناخ؟
- لا أعرف لماذا تأخر اسناد الحقائب وكيف جرى الاتفاق بعد ذلك. ببساطة لم نتدخل في ذلك. والمبدأ هو أنه يجب ألا يتدخل أي كان في هذا.
أعتقد أن الخارج يجب أن يبقى في الخلف وأن يتأكد من أن اللبنانيين يدركون أن المجتمع الدولي واللاعبين الاقليميين يدعمون اتخاذهم قرارهم بأنفسهم. لكن كيف تألفت الحكومة، فهذا ما لا علم لنا به لأننا لم نتدخل فيه.
متى سيكون السفير الأميركي في دمشق؟
- لنبدأ بالقول أنه سيكون هناك. سيكون سفير في دمشق في مستقبل غير بعيد. هناك عملية لانتقائه. ويجب سؤال البلد المعني موافقته على المرشح المقترح. ولدينا عملية لتأكيد الاختيار في الكونغرس. وأتوقع، للمناسبة، أنه ستكون هناك بعض الأسئلة من أعضاء في الكونغرس، حول ما اذا كان الوقت مناسباً أو لا لإرسال السفير الى دمشق مجدداً. لكن الرئيس أخذ قراره بإرساله وأعتقد أنه من المهم أن يكون لنا هذا المستوى من التمثيل فيها. لكني لا أستطيع التكهن في متى سيصبح هناك.
لم نشهد زيارة على مستوى عال الى سورية أخيراً.
- أميل الى تصنيف الزيارات الثنائية في الاتجاهين في خانة العودة الى الأصول الديبلوماسية. فالعلاقة الأميركية - السورية لم تتجمد كلياً لأننا أبقينا على سفارتنا في دمشق، بل كانت في حال ركود. هذا الأسبوع تزور مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون اللاجئين دمشق، وستشهدون أن الزيارات الثنائية بين دمشق وواشنطن خاضعة لأهداف السياسة الخارجية التي نعمل نحن والسوريون عليها. أنا لا أميل الى اعطاء تفسيرات واسعة حول متى ومن يذهب الى دمشق. أعتقد أنه بات جزءاً طبيعياً من عملنا الديبلوماسي أن نقوم بزيارات متبادلة.
هناك تقارير أن الولايات المتحدة غير متحمسة للتقارب السعودي - السوري، ما هو تعليقك؟
- هناك تقارير عدة. هناك تقارير حول السفيرة الأميركية في بيروت تزعم بأننا نقترح أشياء مختلفة، بأنه لم ترق لنا الزيارة السعودية لسورية، بأننا لا نريد تركيبة 15-10-5 الحكومية. هذا كلام فارغ، هذه تخمينات لبنانية. عندما قرر اللبنانيون المضي بتركيبة 15-10-5، قدمنا دعمنا، ليس لأننا نولي الكثير من الأهمية لهذه التركيبة، بل لأنها قرار لبناني ونحن ندعم القرار اللبناني.
بالنسبة الى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لسورية، هذا شأن سعودي - سوري، نحن لا نعلق على زيارات كهذه، القرار يعود لهم. اذا كانت هذه الزيارة ساعدت في تسهيل الأمر على اللبنانيين لاتخاذ قرارات في شأن الحكومة، فهذا أمر جيد. انما ليس من شأننا على الاطلاق التعليق على زيارة قيادة اقليمية لأخرى. أحض الاعلام اللبناني على أن يقلل من التخمينات حول ما يجري خلف الكواليس وأن يسأل السفارة في بيروت أو واشنطن.
انما العلاقة السعودية - السورية هي أمر يؤثر في السياسة الاقليمية ليس فقط في لبنان؟
- لدينا علاقة قوية جداً مع السعودية. علاقة ايجابية وبناءة للطرفين. هناك نقاط خلاف حول بعض المسائل مثلاً نريد علاقة أقوى بين السعودية والعراق. بالنسبة الى سورية، نحن نختبر في الوقت الحالي الى أي مدى يمكن أن تذهب علاقتنا مع دمشق. نتطلع الى الانخراط بضوء ايجابي، انما من الصعب التوقع الى أي حد ستصل العلاقة في ظل الخلافات. نحن نحاول والسوريون يحاولون أيضاً وبنيات حسنة. كيف يمكن لنا أن نطلق الأحكام على السعوديين، وهم يعيشون في المنطقة، لذهابهم الى دمشق، في وقت نحن نذهب الى دمشق. ليس من شأننا على الاطلاق أين يقرر السعوديون السفر.
في عملية السلام، رأينا بياناً شديد اللهجة من البيت الأبيض يندد بتوسيع الاستيطان في القدس الشرقية، انما اسرائيل وفي تحد لواشنطن وأوروبا تستكمل عمليات التوسيع. هل سيكون لهذا أمر تداعيات على العلاقة الأميركية - الاسرائيلية؟
- البيان كان شديد اللهجة وعن قصد. نحن نعي أهمية القدس لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وللسلام الشامل في المنطقة. القدس هي من قضايا الحل النهائي ولا نريد أي قرارات تبدو أنها تستبق مفاوضات هذا الحل. نحن أيضاً لا نقدر أي خطوات تصعب العودة الى المفاوضات، ونريد استئنافها في أسرع وقت ممكن، والخطوات في القدس لا تسهل هذا الأمر.
كم سيكون تأثيرها على العلاقة الثنائية بين واشنطن وتل أبيب؟
- اذا نظرنا الى الاعلام الاسرائيلي، يبدو أن الاسرائيليين فهموا أهمية قلقنا حول القدس. هناك أسئلة حول نشاطات أخرى والاسرائيليون لا يريدون مفاقمة الوضع. يقول لنا الاسرائيليون أنهم يريدون العودة الى المفاوضات في أسرع وقت ممكن، ونتوقع أن تعكس أفعالهم هذه الرغبة، وبحيث يمكن للفلسطينيين أن يستشعروا بأنهم يستطيعون المخاطرة والعودة الى المفاوضات.
موقفكم من الدور المصري في المصالحة الفلسطينية يقرأ من ناحية سلبية، ألا تساهم المصالحة في خلق المناخ السياسي لبدء المفاوضات مع اسرائيل؟
- نحن ننظر الى الدور المصري بايجابية في السلام الشامل والمصالحة. مصر لها دور قيادي منذ عقود في السعي نحو تحقيق السلام الشمال، والرئيس حسني مبارك يستمر بهذا الدور القيادي والدفع في هذا الاتجاه. نحن نفهم الرغبة الفلسطينية في الوصول الى المصالحة وأن انقسام البيت الفلسطيني يصعب الأمور على الفلسطينيين. لدينا تعاطف كبير مع الفلسطينيين في محاولتهم اعادة ترتيب البيت الفلسطيني. ما نريده هو أن يخرج من المصالحة شريك أقوى للسلام. وكانت لنا محادثات مع المصريين حول هذا الأمر، لأننا نريد أن نتأكد اذا نجح الفلسطينيون في المصالحة، وهذا ما يأمل به الجميع، أن ينتج ذلك من هيئة فلسطينية تجلس الى الطاولة أمام الاسرائيليين، وتنخرط في محادثات شاملة. لذلك فالآلية التي يتوحد فيها الفلسطينيون مهمة، لأنها يجب أن تسهم في السلام وليس أن تبعدنا عنه.
الموقفان الأخيران من ايران هما رفض تصدير اليورانيوم المخصب واجراء التبادل على الأراضي الايرانية، والثاني هو حديث منوشهر متقي حول لعب دور في أفغانستان لمعالجة أوضاعها كما حصل مع لبنان؟
- ليست لدي معلومات عن تصريحات (متقي) حول أفغانستان. أستطيع القول إن أفغانستان تمثل مكاناً لتلاقٍ طبيعي بين ايران والولايات المتحدة في التطلع الى استقرار البلاد. أفغانستان تمثل فرصة لنا للتعاون البناء ضد الاتجار بالمخدرات مثلاً. لسنا في هذه المرحلة بعد. هناك محادثات ضمت الايرانيين حول أفغانستان لأننا نعي أنه يمكن أن تلتقي مصالحنا حول الاستقرار والنجاح في أفغانستان. انما لم نصل الى مرحلة العمل الثنائي مع ايران في هذه المسألة، ما زلنا في طور الاستكشاف.
وهنا نعود الى محادثات أول تشرين الأول (أكتوبر) في جنيف والتي أنتجت أفكاراً ايجابية. المشكلة الأساسية مع ايران هي ملفها النووي وفقدان المجتمع الدولي الثقة بما تقوله حول هذا الملف. هذا أدى الى خمس قرارات في مجلس الأمن الدولي، ثلاثة منها تحت البند السابع، والى قرارات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهذه تضع التزامات على ايران لتستعيد ثقة المجتمع الدولي. تم تطوير اقتراحات تشرين الأول، ولو طبقت لكانت أطلقت عملية اعادة بناء الثقة. كلنا أدركنا يومها أن تطبيق الاقتراحات وليس وضع جداول لها هو الذي باستطاعته اعادة الثقة. رأينا أن الاقتراحات مشجعة كما تشجعنا بطبيعة المحادثات في تشرين الأول. اليوم نرى ما يبدو أنه علامات استفهام تطرحها ايران حول اقتراحات الوكالة عن المفاعل النووي. لم نر بعد رد الوكالة على ايران، ولا أريد استباق هذا الأمر، وسنبني قرارنا على جواب الوكالة. موقفنا يبقى باعتبار الاقتراحات ايجابية والعبرة في التطبيق. أي تعديل فيها يعود للوكالة انما يجب أن تلتزم بروح الاقتراحات.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أبدى تحفظات حول الوسيط التركي في المفاوضات السورية - الاسرائيلية واعتبره غير مؤهل لاستكمال هذه المهمة. هل هذا انطباعكم أيضاً؟
- علاقتنا مع تركيا قوية ومهمة. تركيا لديها شبكة علاقات اقليمية ودولية يمكن أن تكون مهمة في الوصول الى سلام شامل. وهي لعبت دوراً بالغ الأهمية في المحادثات بين السوريين والاسرائيليين والتي توقفت منذ أقل من عام. نحن على تواصل مع الأتراك، ولأن تركيا لديها خبرة ثمينة، نريد الوصول الى مسار سوري - اسرائيلي وسلام شامل في أسرع وقت ممكن، انما في هذه المرحلة لا يمكن أن أتنبأ في شكل هذا المسار، لأن هناك فجوات واسعة بين الاسرائيليين والسوريين. لا يمكنني التعليق على التصريحات الاسرائيلية حول الدور التركي. هذا يعود للاسرائيليين.
انما هل ما زلت ترى في تركيا وسيطاً قادراً في هذا المسار؟
- لا يمكنني أن أتكهن في هذه المرحلة حول تركيبة هذا المسار وشكله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.