لم تفرق الحرب على "المتسللين" بين معاناة صغير أو كبير، فالجميع في مخيم الإيواء الواقع في محافظة أحد المسارحة مشتركون في معاناة واحدة. وعلى رغم أن جهات حكومية وأهلية عدة تقوم بجهود كبيرة من أجل تأمين جميع التجهيزات والمستلزمات للمخيم، فإن بُعد النازحين عن منازلهم يسبب لهم ألماً مضاعفاً. ويزيد هذا الألم على صغار السن وأولئك الذين ردوا إلى أرذل العمر، أكبرهم عمراً محمد علي (90 عاماً)، كانت حاله الأكثر صعوبة بين النازحين لمخيمات الإيواء الذين تجاوزوا 5 آلاف. وإن كانت حياة المُعمّر مليئة بالاحداث العصيبة، فإنه بعد هذا العمر الطويل لم يعد يقوى على تحمل الكثير من المصاعب والهموم، فهو يعاني من أمراض مزمنة تتطلب وجوده في مستشفيات متخصصة ترعاه بشكل دائم ومستمر. وتكشف زوجته ل "الحياة" الصعوبات التي واجهها زوجها وابنته الصغيرة نجوى (10 أعوام)، في مخيم الإيواء، منذ إخلاء قريتهم "الغاوية" قبل نحو أسبوعين. وقالت إنها اضطرت هي وابنتها لمرافقة الزوج في المستشفى لمدة خمسة أيام، بعد أن ساءت حالته الصحية. في حين أبدت الابنة نجوى والتي تدرس في الصف الرابع الابتدائي أسفها على انقطاع الدراسة عن مدرستها، مبدية سخطها على "الأشرار" الذين تسببوا في منعها من تلقي الدروس وحرمانها من الالتقاء بصديقاتها. وكان قائد قوات الدفاع المدني في منطقة جازان العميد هاشم داوود صيقل قال في بيان صحافي، ان "الدفاع المدني" يعمل على توسيع موقع مركز الإيواء، وذلك لاحتواء أكبر عدد ممكن من النازحين مع توفير سبل الراحة لهم، مشيراً إلى أن المؤونة بشكل عام تصل تباعاً إلى مخيم الإيواء لتلبية حاجاتهم. وقال: "بلغ عدد الأسر في مخيم الإيواء في أحد المسارحة حتى أمس نحو 1870 أسرة بواقع 5851 فرداً". وأشار إلى أن مديرية الدفاع المدني أقامت مسرحاً ترفيهياً للقاطنين في المخيم للأسر والأطفال، تخلله بعض البرامج الترفيهية وتوزيع الهدايا والعاب أطفال ومشاركة فرقة الألعاب الشعبية، مراعاة لحال الأطفال النفسية. وذكر أن الإعانات النقدية تصرف لجميع النازحين القاطنين في المخيم وفي الشقق المفروشة على مستوى محافظات المنطقة.