طهران، فيينا، مانيلا، تل أبيب - أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «مهر» - جدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، استعداد بلده للمساهمة في «تسوية مشاكل» البشرية و«إرساء الأمن الدائم في العالم»، فيما حضّ وزير الخارجية منوشهر متقي الغرب على عدم تكرار «تجارب فاشلة» من خلال فرض عقوبات جديدة على طهران. وقال نجاد ان «الشعب الإيراني حر وصادق ينشد السلام والصداقة والتعاون البناء على الصعيد الدولي، وهو مستعد للتعاون البناء من أجل إصلاح الوضع في العالم ومعالجة المعضلات التي تعاني منها البشرية وتسوية مشاكله السياسية والاقتصادية والثقافية، وإرساء الأمن الدائم في العالم». وطالب نجاد الولاياتالمتحدة ب «احترام حقوقنا والإفراج عن الأرصدة الإيرانية». اما متقي فحذر الغرب من مغبة فرض عقوبات جديدة على طهران. وقال في ختام زيارة لمانيلا ان «العقوبات لغة ستينات وسبعينات» القرن العشرين، مضيفاً: «اعتادوا على ذلك منذ 4 سنوات. اعتقد ان من الحكمة ألا نكرر تجارب فاشلة. والقرار يعود لهم بالطبع». وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية ايان كيلي قال ان الوقت «لم يحن بعد» لتمارس الدول الكبرى مزيداً من الضغوط على ايران في شأن برنامجها النووي، مضيفاً: «لن نغلق باب الحوار، ولكن الى حد معيّن بدأنا نلتفت في شكل اكبر الى النهج الآخر»، في اشارة الى العقوبات. وكرر متقي دعوته الى عقد اجتماع تقني جديد مع الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمناقشة مسألة تبادل اليورانيوم. وقال: «اعربنا ل (المدير العام للوكالة الذرية محمد) البرادعي وللأطراف الآخرين عن فكرة تبادل الوقود وفي هذا الإطار، درسنا تبادله على الأرض الإيرانية». وأضاف: «اقتراح التبادل لم نقدّمه نحن، بل هم. لدينا يورانيوم مخصب بنسبة 3.5 في المئة، ولدى الجانب الآخر يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة. وهنا نوجه لهم هذا السؤال: هل من مشكلة في اجراء عملية التبادل في وقت واحد؟». في غضون ذلك، شدد المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية على عامل «فقدان ثقة». وقال في فيينا: «نريد الوقود النووي لمفاعلنا ونحن مستعدون للحصول عليه في إطار المفاوضات التي أجريناها، ونحن أيضاً على استعداد لخوض جولة جديدة من المحادثات التقنية في هذا الشأن». وأضاف بعد اجتماع للجنة الفنية لمجلس محافظي الوكالة الذرية: «لدينا الحق في أن نكون حذرين ونريد التأكد من أننا سنحصل في نهاية المطاف على الوقود النووي لمفاعل طهران للبحوث الطبية». وذكّر ب «عدم التزام بعض الدول تعهداتها في الماضي»، مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا. وأشار سلطانية الى التقرير الأخير للبرادعي حول البرنامج النووي الإيراني، والذي لمّح إلى احتمال وجود منشآت نووية «سرية» أخرى في إيران، بعد اعلان طهران أخيراً عن بناء منشأة التخصيب الجديدة في فردو قرب مدينة قم. وقال: «لا توجد هناك أي مشاريع ولا وجود لمنشأة تخصيب سرية». الى ذلك، اكد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني إن الوكالة الذرية «مكلفة بتزويد إيران بحاجتها من الوقود النووي لأغراض البحوث». وقال خلال لقائه السفير السويدي لدى إيران ماغنوس ورنشتد والذي يتولى بلده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ان «أميركا والغرب يعلمان جيداً أن إيران لا ترغب في امتلاك أسلحة نووية، وماضي إيران يثبت ذلك».وانتقد رفسنجاني «ازدواجية التعامل الغربي في مجال حقوق الإنسان في العالم». وقال ان «وضع حقوق الإنسان والديموقراطية في الجمهورية الإسلامية أفضل بكثير مما في غالبية دول الشرق الأوسط، لكن الغرب الذي يضغط على إيران في هذا المجال، يقيم علاقات واسعة مع دول لم تجرِ حتى الآن أي انتخابات في بلدانها». واعتبر ان «سلوك الإدارة الأميركية، خصوصاً محاولة الاستيلاء على ممتلكات مؤسسة علوي، لم يتبدل مقارنة بالماضي، بل ازداد سوءاً». وكان القضاء الأميركي اعلن نيته مصادرة ممتلكات تعود الى «مؤسسة علوي» التي يشتبه في ارتباطها بالحكومة الإيرانية، بينها 4 مساجد وناطحة سحاب في نيويورك.