سادت حالة من الخوف والترقب بين المبتعثين السعوديين في الخارج، بعد انتشار أخبار عن إلغاء ترقية البعثات، وعدم ضم الدارسين على حسابهم الخاص ببرنامج «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي». وعلى رغم أن هذه الأخبار لا تعدو أن تكون تغريدات أطلقت على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أو رسائل تم تبادلها في «واتساب»، إلا أنها سرعان ما تعززت «صدقيتها» بعد أن ألغت إدارة موقع وزارة التعليم أيقونة «ترقية البعثة» من البوابة الإلكترونية. وقالت الملحقية الثقافية السعودية في أميركا عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» رداً على سؤال لأحد المبتعثين عن إيقاف الترقية لمرحلة أعلى للمبتعثين: «نعم لم يعد خيار ترقية البعثة متاحاً في البوابة، وعلى الطالب الراغب في الترقية التواصل مع الوزارة بهذا الشأن». ويلجأ إلى «ترقية البعثة» الطلبة المنضوون في برنامج الابتعاث الخارجي عند انتهاء مرحلة دراسية، والرغبة في دراسة المرحلة التالية (البكالوريوس إلى الماجستير، أو من الأخيرة إلى الدكتوراه). سواءً أكانت مواصلة الدراسة في بلد المُبتعث فيه الطالب الآن، أم دولة أخرى. فيما أكدت مُلحقيات ثقافية في دول عدة منها أميركا، إيقاف ترقية البعثات إلكترونياً، وذلك في معرض ردها على استفسار طلبة مُبتعثين. وذكرت المُلحقيات أنه «على المبتعث الراغب في ترقية البعثة التواصل مع وزارة التعليم». وذكرت مصادر ل «الحياة» عن توجه وزارة التعليم لإصدار قرار بمنع ترقية البعثة، وأنه تم إبلاغ عدد من الملحقيات الثقافية بذلك، لكنه لم يصدر قرار رسمي إلى الآن بذلك. وحاولت «الحياة» التواصل مع متحدث وزارة التعليم لشؤون التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان. إلا أنه لم يرد على الاتصالات المتكررة أو الرسائل الموجهة له. وأكد طلبة مُبتعثون في كل من أميركا وأوروبا، ل «الحياة»، تبلغهم بالقرار من خلال بريد إلكتروني تلقوه من المشرفين على دراستهم الذين تعينهم المُلحقيات الثقافية لمتابعة الطلبة. وحصلت «الحياة» على نسخة من بريد إلكتروني قامت المُلحقيات بإرساله إلى طلبة مُبتعثين، أكدت فيه عدم إمكان ترقية البعثة إلكترونياً. وقال والد إحدى المبتعثات، التي توشك على نيل شهادة البكالوريوس، وكانت ترغب في ترقية بعثتها لدراسة مرحلة الماجستير: «تلقت ابنتي مساء أمس قرار وزارة التعليم بإلغاء ترقية البعثات، وضرورة مراجعة الوزارة، وليس الملحقية للتعرف على المستجدات حول الترقية». فيما قالت المُبتعثة نورة البراهيم ل «الحياة»: «عندما أبلغت المشرف على دراستي، من أجل ترقية الابتعاث والالتحاق ببرنامج «الماجستير» أبلغني أنه يجب عليَّ مراجعة وزارة التعليم في المملكة، لمعرفة المستجدات في ترقية البعثات». إلى ذلك، دوّن مغردون تغريدات عن قرار إلغاء ترقية البعثة، مطالبين وزارة التعليم بإيضاح رسمي حول الأمر، وأيضاً معرفة ما يتعلق بمصير آلاف المبتعثين الدارسين على حسابهم الخاص، الذين كانوا ينتظرون الانضمام إلى برنامج الابتعاث الخارجي، بعد أشهر (بعضهم عامين) من الدراسة على حسابهم الخاص، على أمل الانضمام للبرنامج الذي سيتكفل بتغطية نفقات دراستهم في المعاهد والجامعات، ويوفر لهم التأمين الصحي والتذاكر ومصروفات السكن والمعيشة وغيرها. يذكر أن عدد الطلبة السعوديين المبتعثين ضمن برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» يبلغ نحو 150 ألف طالب وطالبة وفقاً لإحصاءات 2013. منهم نحو 110 آلاف في الولاياتالمتحدة الأميركية. وتأتي في المرتبة الأولى من بين الدول الأكثر ابتعاثاً. وحلت بريطانيا في المرتبة الثانية لناحية عدد المبتعثين، إذ يبلغون 14.459 مُبتعثاً، تليها كندا ب13.801 مُبتعث، ثم أستراليا ب8789 مبتعثاً، ونيوزلندا ب2049 مُبتعثاً، وأرلندا ب1707مبتعثين، والصين ب1143 مُبتعثاً، وماليزيا ب1105 مُبتعثين. وفي ألمانيا يبلغ عددهم 945 مُبتعثاً، و923 في فرنسا، و744 في بولندا، و609 في الهند، و499 في اليابان، و326 في هولندا. أما الدول العربية مجتمعة فتضم 16.364 مُبتعثاً.