على رغم أن الأمسية التي أقامها نادي الأحساء الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، جمعت اسمين من زمن واحد وقافية واحدة، تنساب حول «الأنا الشعري»، إلا أنهما كانا مختلفين، في الرؤية وفي صوغ روح القصيدة. وتقاسم الشاعر محمد زيد الألمعي وشريكه في الأمسية الشاعر حسن السبع، تصفيق الجمهور الغفير، الذي احتشد في صالة النادي، لقوة الدفق الشعري وسلاسة انسياب الصور الشعرية. وأدار الأمسية شاعر لا يقل أهمية عن الضيفين، وهو جاسم الصحيح، الذي بدأها بسرد السيرة الذاتية للشاعرين، قبل أن يترك المكان للشعر، فأبحر السبع بقصائد وجدانية عدة، كان من أبرزها «شهر زاد»، و»صورة شخصية لشاعر واحد»، التي غازل من خلالها الشاعر العربي بشار بن برد، إلى جانب دعبل الخزاعي، وأبو نواس، والعباس بن الأحنف، وأبو دلامة، وأبو الشمقمق، قبل أن يختم بأبي العلاء. وانطلق الألمعي صارخاً مع قصيدته «مرثية الخونة»، قبل أن يأخذ الجميع إلى رحلة الذكريات والحنين والوطن. ووصف الناقد الأدبي محمد الحرز الأمسية، ب»الرائعة بروعة الشاعرين اللذين وجها الأنظار والأسماع والوجدان إلى حيث يريدان». وقال: «تميزت نصوص الشاعر الألمعي بلغة الحنين الصارخة إلى الوطن والطفولة، مع نظرة متأملة إلى المستقبل بصورة شاعرية رائعة»، فيما وصف الشاعر السبع ب»هادئ الطبع، كما هو في الطبيعة، ووجدناه كما عهدناه، متأملاً جداً يحمل شعره من موقع الأكثر تميزاً»، مضيفاً «هما شاعران وتجربتان مميزتان استمتعنا بصورتين من جيل واحد، لكنهما مختلفان»، مشيراً إلى أنهما «يكتبان من زاوية شاعريتهما وتحركاتهما. فالألمعي صوت متدفق تشعر من خلاله بالحرارة الشعرية الكبيرة، ويمكن أن أصف إحساسه بالمتفجر، فهو يريد أن يتفجر في أي لحظة، وإحساس القصيدة عنده يطبخ على نار هادئة جداً».