سيول، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – بدأ الرئيس الأميركي باراك اوباما الأربعاء زيارة لكوريا الجنوبية امس، وهي المحطة الأخيرة في جولته الآسيوية، بعدما اختتم زيارته للصين بلقاء مع رئيس الوزراء وين جياباو، جدد خلاله تمسك البلدين ب «تعميق الشراكة الاستراتيجية» بينهما، فيما اعتبر وين ان «الخلافات ستعيدنا للوراء». وقبل توجهه الى سيول، زار اوباما جزءاً من سور الصين العظيم في بادالينغ وهو احد اقرب الاماكن من بكين واكثر المعالم التي يقصدها السياح. وقال من اعلى هذا السور الذي شُيّد للتصدي للغزاة: «إنه ساحر. يذكّر المرء بالتاريخ القديم للشعب الصيني». وأضاف: «ذلك يعطي أفقاً جيداً حول كثير من الامور اليومية. فهي لا تمثل شيئاً مهماً في ضوء التاريخ». وتابع ان «الوقت الذي نعيشه على كوكب الأرض ليس طويلاً لهذه الدرجة، وعلينا أن نستغله أفضل استغلال». وكان الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون زار الصين عام 1972، وقال لدى زيارته السور: «أملي هو أن تُتاح في المستقبل - وربما يكون هذا نتيجة للبداية التي قمنا بها في هذه الرحلة - فرصة لأميركيين كثر للمجيء إلى هنا». وأبدى أمله في أن «يفكروا في التاريخ كما فكرت أنا في تاريخ هذا الشعب العظيم، وأن تُتاح لهم الفرصة كما أُتيحت لنا لمعرفة الشعب الصيني والتعرف عليه في شكل أفضل». وأعرب وين جياباو عن ارتياحه لزيارة اوباما، لافتاً خلال لقائهما الى غلبة «الحوار على المواجهة، والشراكة على الخصومة». وقال: «ستساعدنا الثقة المتبادلة على المضي قدماً، لكن الخلافات ستعيدنا للوراء». وأجاب اوباما: «اعتقد ان الرئيس هو (جينتاو) وانا شخصياً متفقان على اننا نريد تعميق الشراكة الاستراتيجية» وتوسيعها لتشمل مجموعة من الملفات العالمية يُعتبر «التعاون الصيني الاميركي فيها أساسياً». وعكست تعليقات وسائل الاعلام الصينية، ارتياح بكين للزيارة. وجاء في مقال لصحيفة «الشعب» الرسمية الصينية في طبعتها الدولية: «ستظل هناك انتكاسات إذا لم تكن صراعات بين الصين والولاياتالمتحدة». وأضاف المقال: «تحقيق تقدم مستمر في العلاقات سيتطلب جهوداً متواصلة لجيل أو جيلين، بل ربما أجيال عدة». اما وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) فكتبت ان «مقاربة الغرب للصين تتغيّر تدريجاً، وثمة تحول ايجابي اذ قال اوباما اكثر من مرة خلال جولته الآسيوية، ان الولاياتالمتحدة لن تسعى الى احتواء صعود الصين، بل يرحب بالصين بوصفها لاعباً قوياً ومزدهراً في المجتمع الدولي». وأضافت ان تصريحات اوباما «اسست لبداية جيدة لتعزيز العلاقات الصينية - الاميركية». وسعى مستشارو الرئيس الاميركي الذي التقى مارك نديساندجو أخاه غير الشقيق في بكين، الى تقديم الزيارة بوصفها نجاحاً. وقال جيفري بادر مستشار اوباما للشؤون الآسيوية: «بالنسبة الينا، (ان هذه الزيارة) حققت الاهداف التي حددناها». لكن محللين اعتبروا ان الصين لم تتنازل للولايات المتحدة حول مسائل مهمة بالنسبة الى واشنطن، مثل البرنامجين النوويين لايران وكوريا الشمالية. بل ان اوباما بادر في موضوعين مهمين لبكين، هما تايوان (الاعتراف «بسياسة صين واحدة») والتيبت («جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية») لمجاملة مضيفيه. لكنه لم يحصل في المقابل، على أي خطوة من بكين. واعتبر جان بيار كابستان من جامعة هونغ كونغ المعمدانية، ان «الصين اصبحت الآن في موقع قوة وحصلت على تنازلات اميركية من دون ان تتحرك قيد انملة»، مؤكداً «انه نجاح».