أفاق سكان بنغازي (شرق ليبيا) على صدمة أمس، بعد مجزرة نفذها تنظيم «أنصار الشريعة» في أحد الأحياء السكنية، أسفرت عن مقتل أم وطفلتها وشاب، فيما أصيب 30 آخرون بجروح، من بينهم 7 في حال حرجة. وشن «أنصار الشريعة» قصفاً صاروخياً عشوائياً ليل الأحد – الإثنين على منطقة سيدي حسين السكنية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وألحق أضراراً كبيرة بالمنازل والمحال والسيارات. وأفاد شهود أن القصف انطلق من شارع الشريف في المدينة حيث يتحصن مقاتلون للتنظيم الإرهابي. وأضافوا أن المرأة القتيلة ليبية متزوجة من فلسطيني ليبيّ المولد من عائلة الفلاح، وقتلت ابنتها البالغة من العمر 6 سنوات في القصف الناجم عن صاروخين على الأقل. كما قتل شاب يدعى عبدالسلام الكاديكي (34 سنة) صادف مروره بسيارته في المكان. وقال الشهود إن القصف الصاروخي أتى على ما يبدو انتقاماً من حرق منازل لعدد من أنصار التنظيم في منطقة رأس عبيدة المجاورة. وكان عدد من «أولياء الدم»، أقارب ضحايا قتلهم التنظيم، أقدموا على حرق المنازل بعد اعترافات بثت لمعتقل، أفاد فيها أن قيادة التنظيم وراء اغتيال أقارب لهم. في الوقت ذاته، بث تنظيم «داعش» في ولاية برقة (شرق ليبيا)، تسجيلاً مصوراً لأحد عناصره الملقب ب «أبوطلحة التونسي»، يقول فيه: «اليوم سندكّ معاقل المرتدين» وذلك قبل قيامه بعملية انتحارية بسيارة مفخخة في بنغازي، أظهر الفيديو وقائعها. كما تضمن الشريط توعد العنصر الإرهابي من سماهم ب «طواغيت تونس» بالذبح، والتفجيرات التي قال إنها ستنتشر من برج الخضراء إلى بنزرت. وجدد بيعته لزعيم «داعش» أبوبكر البغدادي وعاهده «على السمع والطاعة». إلى ذلك، أبلغ العقيد ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة (الصاعقة) في الجيش الليبي وكالة «رويترز» أمس، أن قواته سيطرت على قطاع واسع من طريق المطار ومديرية الأمن في بنغازي إضافة إلى شركة الاتصالات. على صعيد آخر، دانت الحكومة الليبية التي يرأسها عبدالله الثني تصريحات لمندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة مارك غرانت، معتبرة إياها تدخلاً في الشأن الليبي الداخلي. وأصدرت الحكومة التي شكلها مجلس النواب المنعقد في طبرق، بياناً أوردت فيه أن «تصريحات المندوب البريطاني تؤكد وقوف بلاده ضد الشرعية في ليبيا المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه «. ودعت الحكومة المعترف بها دولياً، المجتمع الدولي إلى رفع حظر السلاح عن ليبيا لتتمكن من تسليح الجيش الليبي الذي يخوض حرباً على الإرهاب، مشيرة في شكل خاص إلى «تلك الدول الأعضاء التي لا تزال تتعنت في موقفها من تسليح الجيش» . وحمّلت الحكومة في بيانها، المجتمع الدولي المسؤولية تجاه «الأحداث والدماء التي تسيل في ليبيا وما آل إليه وضع البلاد». ولفت البيان إلى أن «الجيش الليبي هو الجهة الشرعية الوحيدة التي تحارب الإرهاب والتطرف المتمثل في داعش والمجموعات المسلحة». وكان السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة قال إن محاربة «داعش» تحتاج إلى حكومة وحدة وطنية في ليبيا. وأضاف أن «كتائب مصراتة هي الوحيدة التي تقاتل داعش داخل ليبيا». في غضون ذلك، أعلنت الجزائر عن استضافتها اجتماعاً لدول الجوار الليبي الأسبوع المقبل، للبحث في الأزمة في هذا البلد. وذكر الوزير الجزائري المكلَّف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبدالقادر مساهل عقب لقائه المبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا غريمادلي بوتشينو، أنه سيتم أيضاً عقد اجتماعات ثنائية أخرى مع الشريك الإيطالي ودول الجوار. وقال مساهل في تصريح للصحافيين إن الجزائر وإيطاليا «تتقاسمان الرؤية ذاتها، في ما يخص المسألة الليبية، فالبلدان يدعمان حلاً سياسيًا يُرضي كل الأطراف». وشدد على «وجوب تجسيد هذا الحل في إطار حكومة وطنية في ظل سلامة تراب ليبيا ووحدتها الوطنية»، مشيراً إلى توافق بلاده وإيطاليا على مسألة مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن البلدين معنيان بالتهديدات الإرهابية التي تمس ليبيا والدول المجاورة. في المقابل، أكد المبعوث الإيطالي الخاص إلى ليبيا أن بلاده والجزائر تعملان «لمصلحة وحدة ليبيا وسلامة ترابها والسلم فيها، في إطار حل سياسي». وأضاف: «نحن ندعم بعزم وقناعة جهود الأممالمتحدة و(مبعوثها) برناردينو ليون، كما نثمن الانضباط والمثابرة في عمله الصعب جداً».