في وقت أحكمت فيه قوات الجيش الليبي سيطرتها على ميناء بنغازي بعد استعادته من أيدي التنظيمات المسلحة، تظاهر عسكريون ومدنيون بمدينة بنغازي، شرق ليبيا، لمطالبة مجلس الأمن الدولي ب"رفع الحظر" المفروض على تسليح الجيش الليبي. وكان وزير الخارجية الليبي محمد الدايري أكد في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي أول من أمس، أن ليبيا في حاجة شديدة إلى مساعدة دولية لبناء جيشها لمواجهة الإرهاب، خصوصا بعد إقدام تنظيم "داعش" الإرهابي على ذبح 21 مصريا، مشددا على أنه لا مجال للسكوت عن الإرهاب الذي يحدث، خاصة أن ما يسمى بتنظيم "داعش" يسيطر على مدن بأكملها ويسعى إلى السيطرة على الحقول النفطية. وقال الدايري إن "ليبيا في حاجة إلى أن يبرهن المجتمع الدولي عن تصميمه على مساعدتنا لتعزيز قدراتنا العسكرية الوطنية وهذا يتطلب رفع الحظر عن الأسلحة". وفي سياق متصل، أعلن نجل قائد القوات الجوية الليبية صقر الجروشي وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي طارق الجروشي، على صفحته على "فيسبوك" أن "منطقة السلوم شهدت صباح أمس اجتماعا كبيرا ضم قيادات للجيشين الليبي والمصري، لبحث مستجدات العملية العسكرية المشتركة وضبط الخطة اللازمة لضرب الإرهابيين المتحصنين في المدن التي تقع بين حدود البلدين". من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن التدخل العسكري في ليبيا لا يمثل الحل الأنسب لتسوية الأزمة التي يشهدها هذا البلد، داعيا للتوصل إلى حل سياسي. وأوضح هاموند خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة بالجزائر أمس، أن هدف الجهود التي تم بذلها باتجاه ليبيا يتمثل في وضع حكومة وحدة وطنية تكون فعالة في كفاحها ضد الإرهاب، مشيرا إلى أن بلاده والجزائر تتشاطران نفس الموقف إزاء تسوية الأزمة في ليبيا، وتساندان المبادرات التي تقودها الأممالمتحدة للوصول إلى حل سياسي يقوم على حوار شامل. إلى ذلك، كشف عضو مجلس النواب الليبي "البرلمان" فتحي باشاغا أمس، النقاب عن عقد جولة جديدة من الحوار بين الأطراف الليبية في غضون الأسبوع المقبل في المملكة المغربية. وقال النائب المقاطع لجلسات المجلس في مدينة طبرق شرقي البلاد: "إنها جولة مهمة، تتمثل أهميتها في إنهاء حالة الانقسام والاستباحة". ووصف النائب في تصريحات صحفية أمس هذه الجولة "بأنها الجولة الأخيرة والحاسمة التي ستُقرر مصير الحوار ومسار الأزمة في ليبيا"، مرجحا أن تعقد الأحد أو الإثنين المقبلين، على شكل نقاشات غير مباشرة بين الأطراف المشاركة في الحوار. من جانبه، أوضح ممثل الأممالمتحدة في ليبيا برناردينو ليون، أنه يأمل في حصول اتفاق سياسي قريبا بين الفصائل الليبية. وأكد لدى مخاطبته مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة أنه ليس من المستحيل تجاوز الخلافات بين الأطراف. وحث أطراف الأزمة الليبية على تكثيف انخراطهم في المفاوضات التي بدأت برعاية الأممالمتحدة، مطالبا المجتمع الدولي بعدم ادخار أي جهد لدعم الحل السياسي.