شكا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس، من أن تباطؤ إيران في التعاون مع الوكالة يمنعها من تأكيد الطابع السلمي لبرنامجها النووي، منبهاً إلى أن تحقيقاً في هذا الصدد «لا يمكن أن يستمر إلى موعد غير محدد». وكان على إيران أن تزوّد الوكالة، بحلول آب (أغسطس) الماضي، معلومات في شأن نقطتين متعلقتين باختبارات مزعومة على مواد متفجرة ونشاطات أخرى قد تُستخدم في بحوث لصنع قنبلة ذرية. وقال أمانو إن «إيران لم تقدّم بعد تفسيراً يمكّن الوكالة من استيضاح إجراءين بارزين»، مكرراً ما ورد في تقرير فصلي أعدّه وصدر الشهر الماضي عن الملف النووي الإيراني. وأضاف في افتتاح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا: «الوكالة ليست في موقع يتيح لها تقديم تأكيد ذي صدقية، في شأن عدم وجود مواد ونشاطات نووية غير معلنة في إيران، ثم التوصل إلى أن كل المواد النووية تُستخدم في نشاطات طابعها سلمي». وتابع أن الوكالة مستعدة للإسراع في تسوية كل القضايا العالقة، مستدركاً أن «هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى موعد غير محدد». وذكر أمانو أنه لا يستطيع تحديد موعد انتهاء تحقيق الوكالة في شأن البرنامج النووي الإيراني، وزاد: «الأمر يعتمد على مستوى تعاون إيران ووتيرته. وجّهنا أسئلة واضحة لكي يستطيع (الإيرانيون) الإجابة عنها». وأشار إلى إنه اقترح زيادة مقدارها 1.8 في المئة في موازنة الوكالة البالغة 344 مليون يورو، علماً أنها تشرف على تطبيق طهران اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست المعنية بملفها النووي عام 2013، ويُرجّح أن تشرف أيضاً على تنفيذ اتفاق نهائي قد يتوصل إليه الجانبان. وقبل ساعات من لقاء عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، نظيرته الأميركية ويندي شيرمان في سويسرا أمس، انتقد علي اكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، تصريح شيرمان عن المفاوضات مع طهران. واعتبر أن المسؤولة الأميركية «تتحدث دوماً في شكل تحاول من خلاله إسكات أصوات متطرفة داخل الولاياتالمتحدة، ووقف انتقادات متطرفين لإدارة (الرئيس باراك) أوباما»، لافتاً إلى أن شيرمان «معروفة بمواقفها الحادة وغير المنضبطة والبعيدة من المنطق». وتابع: «من هذا المنطلق، لتعلم شيرمان وآخرون أن إيران ستتابع حياتها بافتخار، سواء بقيت العقوبات أو رُفعت، ولن تتراجع عن مواقفها المبدئية». أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فأشار إلى أن «أساس المفاوضات النووية يكمن في السعي إلى التوصل إلى نقاط مشتركة وموضع ثقة الجانبين»، داعياً إلى «رفع كل العقوبات في لحظة واحدة». لكن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي أقرّ ب «إمكان ألا تُرفع كل العقوبات في ليلة واحدة»، لافتاً إلى «إمكان أن يستغرق الأمر أشهراً، بسبب المنظومة القانونية والإدارية وراءها». لكنه شدد على «وجوب أن يكون القرار برفع العقوبات واحداً، وأن يكون ضمن الاتفاق النهائي مع القضايا الفنية». واعتبر أن «الأميركيين باتوا اكثر واقعية وعقلانية»، مشيراً إلى أن «أدبياتهم اكثر منطقية الآن». وأضاف أن «أياماً مهمة أمامنا لاتخاذ قرارات جدية، والمفاوضات تقترب من اتفاق نهائي»، بعد «تسوية عقد فنية كثيرة»، مؤكداً أن «إيران لن توقف العمل في منشآتها النووية التي بنتها بخبراتها الوطنية، مثل آراك وفردو». في غضون ذلك، هدّد الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، بأن بلاده «ستُظهر للأميركيين قدراتها الحقيقية، إذا ارتكبوا أي حماقة عسكرية ضدها». ووصف تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنها «وقحة»، متحدثاً عن «غبائه اذ يتصوّر إن التهديد العسكري سيرغم ايران على التخلي عن مصالحها المشروعة». وتابع: «نتصرّف في المواجهة العسكرية، بحيث نتخلص من شرّ أميركا إلى الأبد. دفاعنا الرصين وهجومنا المنتشر على نطاق واسع، سيرغمان أميركا على الخروج من منطقة غرب آسيا الإستراتيجية».