أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير نُشر أمس، أن إيران امتنعت عن الردّ على سؤالين من خمسة وجّهتها إليها، في سعيها إلى التحقق من أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. ووَرَدَ في التقرير أن طهران أبلغت الوكالة أن شكوكاً حول طابع برنامجها النووي هي «مجرد مزاعم لا تستحق أخذها في الاعتبار». وأضاف التقرير أن الوكالة لاحظت من صور التقطتها أقمار اصطناعية «متابعة نشاط بناء» في مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، الذي تشتبه الوكالة بأن إيران أجرت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. وأجرت طهران وواشنطن في جنيف أمس، يوماً ثانياً من محادثات «سياسية – فنية» هدفها تقليص الخلافات في اتجاه إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي الإيراني. ويرأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما يقود الوفد الأميركي وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية، ومساعدة الوزير ويندي شيرمان. وتأتي المحادثات قبل جولة مفاوضات جديدة بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في نيويورك في 18 الشهر الجاري، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويسعى الجانبان إلى حلّ خلافات عميقة في شأن مسائل جوهرية، لا سيّما تخصيب اليورانيوم ومنشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم ومدة تطبيق أي اتفاق، إضافة إلى مجمّع بارشين العسكري الذي تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران أجرت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. ومددت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) حتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مهلة إبرام اتفاق نهائي يطوي ملف طهران النووي، في مقابل رفع العقوبات الغربية والدولية عن إيران. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي في جنيف الخميس، تطرقت إلى جانب سياسي ودامت 6 ساعات، مشيرة إلى أنها ركّزت على «مسائل عالقة، بينها نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران وتحديد جدول زمني للتوصل إلى اتفاق شامل». وأضافت أن الجانبين أجريا أيضاً محادثات فنية دامت 5 ساعات، «من اجل تسوية خلافات تعترض إبرام اتفاق نهائي». في براغ، قال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني: «طالما أن الدول الست صادقة وتتبنّى مقاربة بنّاءة، ممكن التوصل إلى نتيجة جيدة قبل 24 تشرين الثاني». لكن رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي اعتبر أن الولاياتالمتحدة «أثبتت أنها ليست موضع ثقة»، بعدما شددت عقوبات على إيران. وقال في خطبة صلاة الجمعة في طهران: «سمع الجميع وشاهد العقوبات الأميركية الجديدة، ما يظهر أن أميركا تنقض عهودها تماماً، فيما كان مفروضاً ألا تزيد تهديداتها، ولكنها أثبتت أنها ليست موضع ثقة». وأضاف: «على أميركا أن تدرك أنها لا تواجه في المفاوضات ديبلوماسيين يمثلون الشعب الإيراني، بل شعباً شجاعاً وأبياً، وإذا أرادت أن تتابع نكث عهودها، ستتلقى صفعة قوية». إلى ذلك، أفادت «إرنا» بأن المصرف المركزي الإيراني تسلّم من اليابان بليون دولار من إيرادات نفط كانت مجمدة، بموجب اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست في تشرين الثاني الماضي. وأشارت إلى أن المصرف أودع الأموال على دفعتين في حساب له في سلطنة عُمان.