تعتقد الاختصاصية الاجتماعية فوزية الهاني، أن مشكلات المتزوجين بسبب الغيرة الزائدة «ليست كثيرة»، مستدركة «ولكنها قد تكون بداية للطلاق عند وصول الزوجة إلى حال من اليأس، وفي أحسن الحالات قد تؤدي إلى التوتر الأسري»، وترفض ربط الغيرة بالشك، «فالشك لا يتولد إلا بعد توفر الإثبات». وتستعرض الهاني، أسباباً عدة لما يُسمى «الغيرة المرضية»، أبرزها «إذا كان الزوج أساساً غير سوي، أو أن تتوفر له في محيطه نماذج تنمي داخله هذا النوع من الغيرة، وكذلك أن يكون الزوج مرتبطاً بعلاقات غير شرعية، فيجعل زوجته ضمن هذه الدائرة، ويصنفها ضمن النساء اللاتي يعرفهن، فيضع زوجته في دائرة الاتهام»، مشيرة إلى أن بعض الأزواج «يحب أن يستعرض سيطرته أمام أصحابه وأسرته، فيفرض على زوجته نمطاً معيناً للعيش، والبعض يعتبره نوعاً من أنواع «البرستيج»، مؤكدة أن الغيرة «مطلوبة في الحياة الزوجية، ولكن لا بد أن تُعطى مساحة أكبر للثقة». وتضيف أن «تهمة الغيرة تكون ملتصقة في المرأة أكثر من الرجل، بنسبة 80 في المئة، ودائماً نسمع عبارة من نساء، من قبيل ان «الرجل لا أمان له»، و»لا يُعطى الثقة العمياء»، فهناك حال من عدم صدقية في تصرفات الرجل، ولكن نرى الرجل عند توجيه أصابع الاتهام إليه لا تهتز ثقته، ولا تتزعزع، ويواجه الاتهام في بعض الحالات من دون مبالاة، بعكس المرأة، وهذا يعود إلى ثقافة المجتمع، فالرجل لديه في حياته مساحة لأكثر من امرأة، أما المرأة فلا توجد لها مساحة إلا لرجل واحد، وهذا يعود لمبررات شرعية أيضاً، أما لدى المرأة فمساحة التهمة تختلف».