كثفت القوات السعودية أمس قصفها العسكري على الجبال الحدودية باستخدام طائرات «الأباتشي» والمدافع الأرضية، لمواقع مسلحين تمركزوا في الجبلين، أطلقوا أول من أمس صواريخ من طراز «كاتيوشا»، من دون أن تسجل أي إصابات لمواقع سعودية، في الوقت الذي بدأت فيه القوات السعودية انتشاراً على الجبال الحدودية، ورفعت من أعداد القناصة المتمركزين على قممها. فيما منعت القوات السعودية دخول السيارات غير المسلحة إلى المنطقة العسكرية، بعد أن ضم الجيش مركز «القفل» و15 قرية حدودية إلى منطقة الحظر العسكرية. وعلمت «الحياة» من مصادر عسكرية أن القوات السعودية شنت هجوماً مسلحاً بالطائرات والقذائف الأرضية على جبلي دخان والرميح، وقصفت أمس مواقع تمركز بها مسلحون كانوا يطلقون صواريخ «كاتيوشا» على الحدود السعودية اليمنية ب «شكل عشوائي» أول من أمس. وأوضحت المصادر أن المسلحين انتقلوا إلى جبل الرميح المطل على جبل دخان من الجهة الغربية، في إشارة إلى تضييق الخناق عليهم في الجبال الحدودية ومحاصرتهم، مشيرة إلى أن القصف الجوي السعودي استمر حتى ظهر أمس. وقالت إن القذيفة التي أصابت قرية الحرث أول من أمس، كانت قريبة من مركز الدفاع المدني، ولم ينتج عنها إصابات، وأدى ذلك إلى انقطاع التيار الكهربائي، إلى أن الجهات الأمنية استخدمت التيار الكهربائي البديل في اللحظة نفسها، وتمكنت القوات العسكرية في الوقت نفسه من تحديد مواقع المسلحين في الجبال. وأشارت إلى أن معظم المسلحين والمتسللين أو من استسلموا للقوات السعودية أول من أمس (تجاوز عددهم 500 شخص) كانت أعمارهم تترواح بين 15 و18 عاماً، وغالبيتهم أجبروا على دخول الحدود، وسلمت لهم أسلحة من العصابات المسلحة. وأضافت: «تجري الجهات العسكرية التحقيقات مع كل من تقبض عليهم، وتصادر أسلحتهم لمعرفة مصادرها، وهويات المتسللين». وبحسب المصادر، ضمت القوات المسلحة مركز القفل إلى المنطقة العسكرية المغلقة، وفرضت حظر التجول فيها، وتمركزت فيها آليات القوات المسلحة التي انتشرت في المركز الذي يضم قرابة 15 قرية على الشريط الحدودي. ولفتت إلى أن القوات السعودية منعت دخول السيارات الأمنية غير المسلحة إلى المنطقة العسكرية، تحسباً لأي هجوم قد تتعرض له على الشريط الحدودي. وذكرت أن آليات القوات المسلحة تمركزت في قرى الخشل والجابري والكبيشة والقارشية التي تقع على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، مشيرة إلى أن فرقاً من الجيش تنفذ عملية تمشيط على مدار الساعة في القرى، تحسباً من دخول مسلحين في القرى التي تقع بين الحدود. فيما شهد الشريط الساحلي، بالقرب من جزيرة الدويمة تحديداً، تبادل إطلاق نار بين القوات السعودية ومسلحين كانوا يركبون قوارب صغيرة. في السياق ذاته، استمرت القوات السعودية أمس في عمليات تمشيطها للأراضي المحيطة في قطاع الخوبة وعلى طول امتداد الشريط الحدودي مع اليمن. واستطاعت القوات البرية التي تقدمت طوال نهار أمس باتجاه القرى الحدودية التي تحصنت بها أول من أمس العناصر المتسللة، القبض على سبعة أشخاص كانوا يحاولون الاختباء في مدرسة بإحدى القرى الحدودية. وواصلت المشاة البحرية تعزيز تواجدها على الجبال الحدودية مع اليمن وزيادة عناصر «القناصة» في قمة جبال الدخان والرميح والدود. وأكدت مصادر من القوات البحرية المسيطرة على جبل الدخان ل «الحياة» عدم وقوع أي اشتباكات على مدى اليومين الماضيين بين القوات السعودية والعناصر المسلحة. والتقطت عدسة «الحياة» صوراً للقذائف التي أطلقها مسلحون أول من أمس باتجاه بعض النقاط الأمنية المتمركزة، ولم تسبب أي أضرار، كما سقطت ثلاثة صواريخ في منطقة خالية، في إشارة إلى أن إطلاقها تم بصورة عشوائية، إذ لم تتسبب في وقوع أي إصابات بين صفوف رجال الأمن. وأقفل الطريق الممتد من محافظة أحد المسارحة إلى قطاع الخوبة بشكل نهائي حتى عن رجال الصحافة والإعلام الذين لم يستطيعوا الدخول إلى قطاع الخوبة لليوم الثالث على التوالي. من جهته، أكد محافظ محافظة بني مالك عيسى بن صدام ل «الحياة» أمس أن الجهود الأمنية في المحافظة تمكنت من القبض على أكثر من 200 متسلل قدموا من اليمن خلال اليومين الماضيين معظمهم كان يحمل «سلاحاً أبيض»، وتم تسليمهم جميعاً إلى السلطات الأمنية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة معهم، لافتاً إلى أن الحراسات الأمنية في المحافظة أصبحت متواصلة على مدار الساعة. من جهتها، قبضت فرق دوريات المجاهدين في منطقة جازان على أكثر من 35 شخصاً متسللاً بالقرب من الطريق المؤدي إلى قطاع الخوبة وذلك خلال ساعات النهار الأولى من يوم أمس. وفي تطور واضح للأحداث، شهدت الطرق الرئيسية في بعض مناطق المملكة تحركات لمجموعات من الآليات والمعدات العسكرية الثقيلة باتجاه الجنوب، في خطوة يرجّح أنها تندرج في سياق «التعزيزات العسكرية».