أكدت المملكة العربية السعودية مجدداً تطهير أراضيها من المتسللين، موضحة أنها وفرت الرعاية اللازمة للمواطنين الذين تم إخلاؤهم من القرى الحدودية، وثمنت تضامن قادة الدول الشقيقة والصديقة معها، واستنكارهم الاعتداءات التي وقعت على حدودها مع اليمن من بعض المتسللين المسلحين. جاء ذلك خلال الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي في الرياض أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي أطلع المجلس على فحوى الرسائل والاتصالات والمشاورات التي أجراها خلال الأسبوع الماضي. وثمن المجلس ما عبّرت عنه دول مجلس التعاون الخليجي من تضامن مع المملكة ودعم حقها في المحافظة على سلامة أراضيها وأمن مواطنيها، خلال الاجتماع الثاني للمجلس الوزاري لوزراء خارجية الخليج الذي عقد في الدوحة الأسبوع الماضي. كما ثمّن المجلس ما أعربت عنه اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية خلال اجتماعها في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة الخميس الماضي، من تضامن مع الرياض في الحفاظ على سيادة وسلامة أراضيها. وفي جازان، كثفت القوات المسلحة السعودية أمس، قصفها الجوي والمدفعي على جبلي دخان والرميح الحدودين، مستخدمة طائرات الأباتشي والمدافع الأرضية، كما طاول القصف مواقع لمسلحين قصفوا الشريط الحدودي بصواريخ كاتيوشا، من دون أن تسجل أية إصابات. وفي وقت منعت فيه القوات المسلحة جميع السيارات الأمنية السعودية غير المسلحة (قوى الأمن والدفاع المدني) من دخول المنطقة العسكرية، بعدما ضمت مركز القفل ونحو 15 قرية حدودية إلى منطقة الخطر، أعلن مصدر سعودي (أ ف ب) أن قطعاً من البحرية السعودية تقوم منذ أيام عدة بدوريات قرب ميناء ميدي على البحر الأحمر (جنوب منطقة جازان) لقطع الطريق أمام تزويد المتمردين بالإمدادات عبر البحر. وذكرت مصادر عسكرية في جازان ل «الحياة» أن غالبية الذين تم القبض عليهم أول من أمس وتجاوز عددهم 500 متسلل تتراوح اعمارهم بين 15 و 18 عاما، ومعظمهم أُجبر على دخول الحدود بعد تسليحه. وأوضحت المصادر أن الجهات المعنية تُجري تحقيقات مكثفة مع هؤلاء لمعرفة مصادر تسليحهم وهوياتهم، موضحة أن القوات المسلحة تمركزت في قرى الخشل والجابري والقارشية، في وقت ما زالت تواصل فيه عمليات التمشيط على الشريط الحدودي مع اليمن. وفي صنعاء أكدت مصادر في اتصالات مع «الحياة» من محافظتي صعدة وعمران أن المعارك بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين «الحوثيين» ازدادت ضراوة في الأيام الثلاثة الماضية على مختلف جبهات المواجهة في وقت واصل الجيش قصفه الجوي والمدفعي لمواقع المتمردين وتحصيناتهم. في وقت أثار إعلان «الحوثيين» استخدامهم صواريخ «كاتيوشا» للمرة الأولى لقصف مواقع عسكرية داخل الأراضي السعودية قلقاً لدى عدد من الأوساط اليمنية في خصوص مسارات الحرب والخشية من اتساع دائرتها. وأعلن مصدر عسكري يمني تطهير مواقع مهمة من العناصر «الحوثية» في صعدة وإلحاق خسائر بشرية ومادية وصفها بأنها «كبيرة» في صفوف المتمردين، علاوة على اعتقال عشرات منهم. وأكدت مصادر في محافظة صعدة مقتل ما لا يقل عن 39 مسلحاً من عناصر التمرد خلال مواجهات الأيام الثلاثة الماضية بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين في كل من المهاذر والعند جنوب مدينة صعدة عاصمة المحافظة وشمالها. وقالت إن «المواجهات شملت أيضاً كلاً من آل عقاب والمقاش وجبل الصمع والعند والخفجي اضافة الى المنزالة وجبل الخزان ومناطق أخرى في مديرية الملاحيظ جنوب محافظة صعدة».