اتهم أحد قادة الصحوات في بغداد تنظيم «القاعدة» بقتل 13 شخصاً من عشيرة زوبع في منطقة الرضوانية (غرب بغداد) لكن السلطات الرسمية قالت ان «المعلومات الأولية تشير الى ان الحادث وقع بسبب نزاع عشائري». وكان مصدر عشائري في المنطقة أعلن ان مسلحين يرتدون ملابس الجيش العراقي قتلوا فجر الاثنين 13 شخصاً انخرطوا في قوات الصحوة لمحاربة «القاعدة» والتنظيمات المتشددة في ضواحي بغداد الغربية، ورموا جثثهم في المقبرة الرئيسة في المنطقة. وذكر رئيس صحوة فلاحات التاجي الشيخ باسم الدليمي ان قادة الصحوة حذروا الحكومة مراراً من تعرضهم للاستهداف منذ اكثر من عام، محذراً من ان هذه العملية لن تكون الأخيرة وسيتعرض آخرون في مجالس الصحوة الى عمليات استهداف مماثلة. ووصف الدليمي ما حصل في الرضوانية بأنه «جريمة شنيعة» وقال ان «بصمات القاعدة ظاهرة على المكان» مشيراً الى ان «عملية إعدام الضحايا بالطريقة التي جرت فيها خير دليل على ضلوع التنظيم في الجريمة». من جانبه طالب زعيم مجلس صحوة الطارمية الشيخ باسم العزاوي بالسماح لقادة الصحوات بتوفير الأمن لأبنائها. وقال ل «الحياة» ان «معظم قادة الصحوات وعناصرها تعرضوا الى عمليات تصفية منظمة من جانب عناصر مدسوسة تعمل مع تنظيم القاعدة للانتقام منها لدورها في تطهير المناطق التي تسكنها من عناصر التنظيم وإنهاء نفوذه فيها». ولفت الى ان الكثيرين من قادة الصحوات تلقوا تهديدات صريحة، معتبراً ان توفير الحماية الذاتية لأبناء الصحوات بات أمراً مهماً في الوقت الحالي، وقال «سنضطر الى القيام بإجراءات وقائية تحمينا من الاستهداف لأن التحرك الحكومي بات ضعيفاً في هذا المجال». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محمد الزوبعي من منطقة العناز الواقعة بين الفلوجة وأبو غريب ان «مسلحين يرتدون زي الجيش اقتحموا احد المنازل في المنطقة فجراً وقتلوا 6 أشخاص قبل ان يستولوا على شاحنات كانت في المكان». وأوضح ان «القتلى، وهم اقارب، ينتمون الى عشيرة الزوبع». وأضاف ان «المسلحين توجهوا على متن الشاحنات الى منزل الشيخ عطا الله الشكر بدعوى تفتيشه واقتادوا ثلاثة من أولاده وأربعة من أبناء عمه وأعدموهم خارج المنزل قبل ان يفروا الى جهة مجهولة». وأكد الزوبعي وجود «اثنين من ضباط الشرطة» بين القتلى السبعة. وتابع ان «قوة اميركية تطوق مكان الحادث حالياً». وقال عادل الزوبعي عضو مجلس محافظة بغداد وأحد اقارب الضحايا ل «الحياة» ان جثث الضحايا وجدت في المقبرة الواقعة على الشارع العام وان الأهالي فوجئوا بوجود الجثث التي تعود واحدة منها الى شيخ جامع وأخرى الى أحد عناصر وزارة الداخلية. ونفى الزوبعي ما تناقلته بعض وكالات الأنباء المحلية حول قطع رؤوس الضحايا وقال «كل الجثث وجدت داخل المقبرة ولم تكن مقطوعة الرأس». وطالب «الحزب الإسلامي» رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب ب «التدخل العاجل والفوري لوقف المجزرة بحق أهالي ابو غريب ووضع حد للخروقات الأمنية ولتساهل القوات المشرفة على المنطقة ومحاسبة المقصرين وحماية أرواح الأبرياء قبل ان تفوت الفرصة». وقال الحزب في بيان صدر امس ان «اليد التي قامت بهذه الممارسات الإجرامية انما تهدف الى إعادة الاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة ومحاولة إلحاق اكبر أذى ممكن بأهاليها». ودان الحزب «بشدة هذه الجريمة النكراء» ورأى فيها «مؤشراً خطيراً ينذر بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل وتمثل انتقاماً من مجموعة كان لها الدور الفاعل في إعادة استقرار المنطقة». وعائلة الشكر، وهي أحد أفخاذ عشيرة الزوبع المنتشرة في المنطقة، كانت بين أوائل المنضمين الى صفوف الصحوة لمحاربة «القاعدة» بعد مقتل اثنين من ابناء الشيخ عطا الله عام 2007. وأكد عدد من سكان المنطقة ان «عائلة الشكر ألحقت بالمتطرفين خسائر جسيمة، ولذلك طالما حاولوا الانتقام منها». الى ذلك، أكدت قيادة عمليات بغداد في بيان «تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في الحادث الذي أسفر عن مقتل 13 مواطنا». وأضافت ان «المعلومات الأولية تشير الى ان الحادث وقع بسبب نزاع عشائري». قال مصدر في وزارة الداخلية ان «مسلحين مجهولين يرتدون ملابس عسكرية، وصلوا ليل الأحد الاثنين الى قرية الشكر في منطقة العناز على متن ثماني سيارات مدنية ملطخة بالطين لكي تبدو مشابهة للسيارات العسكرية». وأضاف «خطفوا 13 شخصاً من أهالي القرية الى مكان قريب فقتلوا خمسة منهم نحراً وثمانية بإطلاق رصاصة في الرأس بعد تعذيبهم ومن ثم رموهم في إحدى المقابر».