يستعد لبنان لاحتمال أن يكون ملجأ من جديد لنازحين سوريين من الطائفة الأشورية بعد عمليات الخطف والاعتداء والتهجير التي تعرضوا لها من قبل تنظيم» داعش» في منطقة الخابور في محافظة الحسكة. وشملت الاعتداءات 33 قرية أشورية على ضفاف نهر الخابور، وانتقل النازحون منها إلى مدينتي الحسكة والقامشلي. وتسارعت الاتصالات على المستويات الوزاري والأمني والطائفي لاحتواء أي نزوح، خصوصاً في ضوء قرار لبنان عدم استقبال المزيد من النازحين الى أراضيه. وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج (نائب عن الأقليات) ل «الحياة»، إن اتصالات أجريت مع كل من وزيري الداخلية نهاد المشنوق (موجود في القاهرة) والشؤون الاجتماعية رشيد درباس في عملية استباقية لاحتمال وصول نازحين من الأشوريين إلى لبنان وكيفية استقبالهم. ولفت إلى أن المشنوق أعطى تعليماته بضرورة التعامل بشكل استثنائي مع هذه المأساة الجديدة، وإلى أن زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه امس، جرت في هذا الإطار. ورافق دو فريج في زيارته وكيل رئيس الطائفة الأشورية في لبنان الخور أسقف يترون كوليانا. وقال دو فريج إن أي عملية نزوح يجب أن تتم عبر المطار وليس عن طريق البر، لأن المناطق المحيطة بهؤلاء النازحين يسيطر عليها «داعش»، إن في الرقة أو في الموصل (العراق). ولفت إلى عمليات نزوح جرت سابقاً من قبل الأشوريين السوريين وهؤلاء لا يعيشون في الخيم إنما هناك من يهتم بهم من المطرانية وعائلات. وأوضح رئيس الرابطة السريانية في لبنان حبيب أفرام ل «الحياة»، أن لبنان «يستضيف على مدى السنتين الأخيرتين نحو 1400 نازح سوري من الطائفة الأشورية وصلوا على مراحل وهم يقطنون في المتن بمساعدة من مؤسسات وروابط وكنائس، وهم في الوقت نفسه مسجلون لدى المفوضية العليا للاجئين بصفة نازحين». وتوقع في حال قرر المهجرون الجدد من الخابور النزوح الى لبنان «أن يتم ذلك من طريق مطار القامشلي إلى مطار دمشق فمطار بيروت».وقال إنه يتابع الإجراءات الاستباقية التي تتخذ في لبنان، مؤكداً أن «أي نازح جديد سيتبع إجراءات الأمن العام اللبناني ولن تكون هناك خيم». وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع دان في بيان «عملية تهجير الأشوريين من قرى يسكنونها في شمال شرقي سورية حيث نزحت مئات الأسر إلى مدينة الحسكة بعدما تعرضت قراهم لقصف وهجوم عنيف من قبل تنظيم «داعش». وشجب جعجع «إحراق كنيسة تل هرمز التاريخية التي تعد من أقدم الكنائس في سورية»، مستنكرا بشدة «هذه الأعمال الإرهابية التي تشهدها المنطقة من قتل واضطهاد وكان آخرها خطف مئات الأشوريين». وناشد جعجع «أبناء الشعب السوري بكل انتماءاتهم التدخل السريع لإطلاق سراح إخوتهم المختطفين»، داعياً «المجتمع العربي والدولي بمنظماته الإنسانية والحقوقية الى التدخل السريع لإنقاذ المخطوفين وإعادة النازحين إلى عائلاتهم وقراهم». واستنكرت «رابطة اللاتين في لبنان» بعد اجتماعها الاستثنائي في الفنار برئاسة رفيق بازرجي، «تمادي الأعمال البربرية التي تتعرض لها الأقليات المسيحية في الشرق». وقالت إن «إعدام العمال الأقباط في ليبيا الأسبوع الفائت، وتهجير السكان الأشوريين وخطف عدد منهم في شمال سورية تستدعي الامتعاض ورفع الصوت». ووصف المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان تهجير المسيحيين في العراق وسورية بأنه «وصمة عار على جبين المسلمين والإنسانية». وقال في خطبة الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية إن «ما نعيشه لمخيف ومرعب، ولا سيما في العراق وسورية ومصر وليبيا، ويكشف مدى التخلف وفظاعة الانحدار الأخلاقي والديني والإيماني الذي أصاب مجتمعاتنا العربية والإسلامية».