أسبوعان فقط فصلا بين صدور كتابين يتناولان انتخاب الرئيسين الأخيرين للجنة الأولمبية الدولية: الماركيز خوان أنطونيو سامارانش والدكتور جاك روغ. في روسيا، صدر كتاب يحمل عنوان: «لعبة الشطرنج في كي جي بي»، كشف فيه فلاديمير بوبوف أن سامارانش كان عضواً في جهاز الاستخبارات السوفياتية «كي جي بي» بدءاً من أواخر عام 1970. ويورد المؤلف أن سامارانش الذي كان سفير إسبانيا في الاتحاد السوفياتي السابق، ضبطته الشرطة متلبساً بتهريب قطع أثرية ومجوهرات ولوحات فنية مستغلاً حصانته الديبلوماسية، وتفادياً للفضيحة فضّل التعامل مع الاستخبارات السوفياتية. أعدّ بوبوف الكتاب بالتعاون مع المؤرخ الروسي – الأميركي يوري فلشتنسكيج وأستاذين كبيرين في لعبة الشطرنج هما فيكتور كورتشنوي وبوريس غولكو. ومما جاء في الكتاب، أن ال«كي جي بي» نسقت انتخاب سامارانش رئيساً للجنة الأولمبية الدولية عام 1980 في موسكو، مؤمنة له أصوات الأعضاء الدوليين في الكتلة الشرقية، وبالتالي أضحت اللجنة الدولية «عشاً» للجواسيس وقاعدة انطلاق لعمليات سرية كثيرة استهدفت رياضيين أصحاب شهرة عالمية. أما محور ال «كي جي بي» في اللجنة الدولية، فكان فيتالي سميرنوف، عضو اللجنة منذ عام 1971، والذي تولى منصب نائب الرئيس من 1978 إلى 1982، وأصبح وزيراً للرياضة في الاتحاد السوفياتي من 1981 على 1990. وعموماً تبدو هذه المعلومات التي تُكشف للمرة الأولى ممكنة، على رغم مسحتها القصصية المثيرة. وتعيد إلى الأذهان دور قطاعات سياسية وتجارية في «فبركة» القرارات الرياضية في العالم، على غرار الدعم المباشر الذي قدمه هورست داسلر صاحب شركة «أديداس» للتجهيزات الرياضية، الذي ساعد البرازيلي جواو هافيلانج ليرأس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عام 1974 ويستمر في منصبه 25 عاماً. كما تمكن داسلر من خلال سامارانش من لعب دور مؤثر في اللجنة الأولمبية الدولية، حتى إنه أبلغه قبل يوم من انتخابه رئيساً للجنة الدولية بعدد الأصوات التي سينالها خلال الدورة الأولى من الاقتراع (84 صوتاً)، وتفاصيل من سيناريو الانتخاب. وذُهل «الماركيز» من دقة معلومات داسلر وظنه يبالغ. وظل يشك بذلك حتى اقترن القول بالفعل في الموعد المحدد! صفقة بكين وروغ الرئيس الحالي روغ «بطل» في رواية كتبها وزير الرياضة الصيني السابق يوان ويمين، من خلال علاقته المباشرة – على ذمة الكاتب – بمنح بكين شرف تنظيم الدورة الأولمبية الصيفية عام 2008، في مقابل انتخابه رئيساً للجنة الدولية عام 2001 خلفاً لسامارانش. وعرض الوزير السابق تفاصيل عن اتفاق مبرم بين سامارنش ومحيطه والمسؤولين في العاصمة الصينية لترتيب منحها تنظيم الألعاب، وجاء انتخاب روغ بمثابة بند في تلك الصفقة.