تنفس مُلاك الخيل في السعودية الصعداء بعد إعادة فتح «التشبية» للخيول، وذلك عندما أعلنت أخيراً «اسطبلات الخالدية» عن توفر ذلك ب «25 ألف دولار» للحصان «أف الشمال» وب «15 ألف دولار» للحصان «ماركيز» اللذين سيكون بمقدورهما القيام بعملية «التشبية» لتحسين وتطوير نسل الخيل العربي الأصيل، إذ سيتسابق مربو الخيل الى مزارع الخالدية في ضاحية «تبراك» غرب العاصمة الرياض للاستفادة من تلك العملية، التى تعد من أفضل الطرق لإنتاج خيول «أصيلة» في «النسل» تحقق لهم بعد ذلك عوائد مالية كبيرة في منطقة الخليج العربي، التى تعدّ «المناخ» الخاص بسوق الخيول العربية الاصيلة، وتكون الخيول «المنافسة» في سباقات السرعة والجمال الدولية. وأجمع بعض خبراء الخيل في السعودية على تلك الخطوة أنها ستسهم في تطوير الخيول وتحسين نسلها، وإنتاج جيل جديد من الخيول العربية الأصيلة، إذ إن أغلى حصان في «التشبية» على مستوى الخليج، حصان «دبي ملينيوم» الذي تبلغ تشبيته ب «750 ألف درهم إماراتي» كما أوضح ل«الحياة» خبير «المزادات» فيصل الرحماني، قائلاً: «يعدّ الحصان الأغلى في التشبية على مستوى الخليج هو دبي ملينيوم العائد للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويأتي ثانياً الحصان عمار وتبلغ تشبيته 150 ألف ريال ونشأته سعودية، ثم الحصان مروان الشقب وتبلغ تشبيته 20 ألف دولار العائد الى أسطبل أمير دولة قطر». وأضاف: «الإمارات تعد أنشط دولة خليجية في مبيعات الخيل، ثم قطر والسعودية، إذ تبلغ قيمة مبيعات الخيل في السعودية 10 ملايين دولار، وعدد ما يباع سنوياً في الخليج من الخيول يصل إلى 800 رأس». وأكد أن ما تلقاه الخيل العربية حالياً من اهتمام يعود إلى الأمير خالد بن سلطان والأمير عبدالعزيز بن احمد والأمير عبدالله بن فهد، ومن جراء هذا الاهتمام انخفضت مبيعات فرنسا من الخيل إلى دول الخليج بنسبة 70 في المئة، وذلك لارتفاع الإنتاج المحلي للخيل في دول الخليج العربي وكثرة الاسطبلات التي تهتم بالخيل وإنتاجها وان غالبية الدول التي يتم استيراد الخيل منها هي أوروبا ودول أميركا. كما أوضح إسماعيل السعوي أن اسطبلات الخيل في السعودية تفتقد الى «التشبية»، مشيراً الى ان أفضل الفحول توجد لدى الملاك السعوديين، وقال: «يعتبر خبراء الخيول أن السعودية مقبرة لهذه الفحول نظراً لعدم الاستفادة في التشبية، إذ إن أغلى حصان سباق في السعودية هو الحصان علم، العائد الى اسطبل أبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ تمّ شراؤه ب25 مليون ريال، وحل ثانياً في سباق كأس دبي، كما أن غالبية خيول السرعة يتم شراؤها من بريطانيا، أما خيول الجمال فيتم استيرادها من أميركا وبولندا واسبانيا وروسيا». يُذكر ان، في العام الماضي تمّ بيع 480 مهراً ومهرة في مزادات «الخيل السعودية» كأعلى رقم تم تسجيله منذ انطلاقة مزادات الخيل الرسمية، إذ وصلت مبيعاتها إلى 17 مليون ريال، وهي أرقام اعتبرت في حينها بالتشجيعية.