وصف حضور ما قدمه أستاذ الدراسات العليا في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز المانع، الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية، حول الشاعر أبو الطيب المتنبي بالتقليدي، مشيرين إلى أنه لم يأت بجديد. وفي المحاضرة التي نظمها نادي تبوك الأدبي أخيراً، وعنوانها: «المتنبي خروجه من بلاط سيف الدولة وهروبه من بلاط كافور»، قال المانع إن شعر المتنبي لا يمل عند القراءة «بل أنك تجد نفسك في القصيدة، وكأنك أنت المقصود بها». و بدأ المحاضر بالحديث عن مكانة المتنبي الشعرية التي تبوأها في عصره. وقال إن هذا الشاعر العظيم رمز العبقرية الشعرية العربية المتفردة في مكانته، ويكفي أن ديوان شعره الوحيد من بين دواوين كل الشعراء العرب الذي نال من الشروح، ما يقرب من ستين شرحاً. وهو شاعر مملوء بالفخر وبنفسه وبرفعتها ومكانتها، لم يمدح إلا من يراه يستحق أن ينعم عليه بشيء من قصائده وهم قليل». ثم تطرق المانع إلى تعالي المتنبي في المديح، وقال إن من أشهر بدايات بروز أبي الطيب، «كان في بلاط ابن طُغُج أمير الرملة، وقد مدحه بقصائد عدة، و كان من أشهر مُجالسي ابن طُغُج الأديب المشهور طاهر الحسين علوي، فطلب من طاهر أن يمدحه، فرفض حتى أقنعه الأمير، فقال قصيدة في مدحه هي أقرب إلى الهجاء، لعدائه للعلويين في الكوفة، ولكن مما يدل على نفس المتنبي المترفعة أنه اشترط أن يتبادل مع طاهر المجلس، فوافق طاهر، وجلس بين يدي المتنبي وهو يلقي قصيدته. وتحدثت المحاضرة، التي أدارها نائب رئيس نادي تبوك الدكتور موسى العبيدان، عن كيفية تعارف سيف الدولة والمتنبي، ولماذا تفارقا، وكذلك تطرق إلى إقامة المتنبي في معية كافور ثم هروبه. وقال عضو النادي عبدالرحمن العكيمي في مداخلته أن محاضرة الدكتور المانع حملت سرداً أدبياً، ولم تأت برؤية جديدة. وتساءل: لماذا ركّز المحاضر على المديح وعلى خروج المتنبي من عند سيف الدولة، ولم يتناول الحكمة التي هي الأهم في عالم المتنبي الشعري»، مستغرباً حديث المانع عن النقد الحداثي لشعر المتنبي. وقال العكيمي: نحن أمام منتج ثقافي وأدبي سواء كان تقليدياً أم حداثياً؟ واستطرد أن النقد الثقافي يعري المتنبي الذي يمثل النموذج النسقي والخراب النسقي في الثقافة العربية»، لافتاً إلى أن عبدالله القصيمي وجّه في كتابه «العرب ظاهرة صوتية» أعنف نقد ثقافي للمتنبي. وقال إن المتنبي «يؤكد طغيان الحكمة في شعره على الأغراض الأخرى، إذ قال «أنا وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري. واختتم العكيمي بقوله: «إن المحاضرة كانت تقليدية جداً».