قدَّم المنشد حامد الضبعان حفلة إنشادية بانورامية، تنقلت بين محاط أمنية واجتماعية وترفيهية، ابتدأت بتحية للرجال البواسل في أراضي جازان من جنود الوطن المقاومين للاعتداءات الحوثية وعرجت على محورية الضبعان الإنشادية «القنص والبر»، إذ غالباً ما يدور في فلكها. أعطى الضبعان في حفلته التي أقيمت في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي مساء أول من أمس (الأربعاء)، نبذة عن شريطه الجديد «حورنيات 5» الذي عالج فيه العديد من القضايا الاجتماعية والصحية الحالية «الكدش، انفلونزا الخنازير»، وقدم تحية لرجال الجمارك في المنافذ. خامة الصوت الفخمة التي يمتلكها الضبعان هي الأخرى، كان لها دور في إشعال حماسة الحضور الذي بدا متعطشاً للطرب، فلم يكتف بالتصفيق، إذ قام بدور الكورال في بعض الأناشيد، كما نقل الضبعان جمهوره الذي ملأ القاعة واكتظ عند الأبواب، من الرتابة التي بدأت أول الحفلة (جراء الصوتيات والبداية الركيكة لمقدم الحفلة)، إلى جو أكثر حيوية، ما جعل الممثل فايز المالكي والإعلاميين والرياضيين يصفقون تضامناً مع الجمهور.الجوقة الإنشادية المتمثلة في الكورال، لفتت إعجاب الملحن الغنائي خالد العليان الذي تضامن مع المنشد حامد في عدد من الأناشيد، فأبدى سعادته بأداء الضبعان وفرقته، كما مازح الممثل فايز المالكي الجمهور، بمقطوعته الغنائية «خليلو خليلو... خليلو خليلو»، كنوع من المنافسة للضبعان وفرقته. تخلل فقرات الحفلة الإنشادية، مداخلات للرياضيين والإعلاميين، إذ استطاع المقدم إشراكهم في الحفلة بأسلوب لطيف يحاكي المقابلات التي تحدث في ملاعب كرة القدم، إلا أن اللاعبين الذين حضروا الحفلة (معظمهم من نادي النصر) تمنعوا عن الحديث. اللافت في الأمر، هو تحول الرياضيين إلى منظرين فكريين، وتربويين اجتماعيين، يحذرون من الغزو الفضائي ويحثون على تربية الأبناء عبر الأناشيد الإسلامية. من جانبه، طالب الكابتن يوسف خميس لاعب فريق النصر سابقاً، بأن يكون للأندية أنشطة ثقافية، بالتضامن مع وزارة الثقافة والإعلام ورعاية الشباب، مؤكداً اندثار الأنشطة الثقافية في النوادي الرياضية السعودية.وتحدث المدير العام للكرة في نادي النصر سلمان القريني عن دور الأناشيد في التربية، إذ اعتبرها نوعاً من البديل الجيد، وقال: «لا يمر يوم بلا مبالغة إلا ونحن ندعو لكم، وحضورنا في هذه المناسبة واجب».وذكر رئيس القسم الرياضي في صحيفة الشرق الأوسط سابقاً خلف ملفي أنه يقتني أشرطة حامد الضبعان كثيراً، ويستمتع بسماعه هو وأبناؤه، وأسدى المديح له وللقائمين على قناة المجد نظير جهودهم. يبدو أن الفجوة بين المنشدين الإسلاميين وأهل الفن، بدأت تتقلص وتضيق يوماً بعد يوم، فالحفلة الإنشادية حظيت بحضور ممثلين وملحنين غنائيين وشعراء ولاعبين كرة، أكثر من حضور المنشدين الإسلاميين أو دعاة وعظيين، فالصف الأول للحفلة امتلأ بأرباب الفن، في حين كان بعض المنشدين الإسلاميين في الصف الذي يليه، وربما هي محاولة لكسر الحواجز وإذابة الجليد السابق بينهم، فمن مواءمة الدكتور عائض القرني وأغنية «لا إله إلا الله» مع الفنان محمد عبده، إلى تعاضد الضبعان مع الملحن العليان، والقادم يبدو أجمل.