بدأ كثير من الأسر، الاستعداد المبكر لفصل الشتاء، الذي تشير توقعات فلكيين، إلى أنه سيكون «بارداً جداً» هذا العام، وربما يفوق شتاء العامين الماضيين، في تدني درجات الحرارة. وشملت الاستعدادات ترميم وصيانة المنازل والسيارات إضافة إلى شراء المستلزمات الشتوية، وكذلك الأطعمة المفضلة في الشتاء. وقبل نحو شهر من حلول الشتاء، بدأت خديجة عبد الرحمن بمساعدة أولادها، في إنزال بعض الحقائب الكبيرة والأكياس السوداء، التي غطتها الأتربة والغبار من فوق أسطح الدواليب والخزانات المنزلية. فهي لا تملك مساحات فارغة في دواليبها المتعددة لتخزين الملابس الشتوية، لذا تلجأ إلى تخزينها خلال فصل الصيف في الأكياس السوداء والحقائب القديمة، وذلك لكثرة الملابس الصيفية الخاصة بعائلتها، ولضيق مساحة الدواليب في المنزل. وتتزامن استعدادات خديجة مع قيام زوجها عبدالله إبراهيم، بإحضار عمال لسد الثغرات والصدوع في سطح المنزل، خوفاً من تسرب الأمطار إلى داخل المنزل، إضافة إلى تجهيز المدافئ الشتوية القديمة، التي تعمل بالكيروسين، وصيانة سخانات المياه، واستبدال التالف منها. ويحتفل أولادهما بملابسهم الشتوية الثقيلة، التي جلبها لهم عمهم من مكةالمكرمة، خلال أدائه الحج، إذ قام بشراء بعض الملابس والمستلزمات الشتوية من بعض الحجاج الروسيين هناك. والتي بدأت تغزو المملكة، وتلقى رواجاً كبيراً، بسبب تميزها ومقاومتها للبرودة الشديدة. وتقول خديجة: «امتلك الكثير من الأشياء القديمة التي تساعدني على مواجهة الشتاء». بمختلف الأشياء، فيما تقدم بعض الجمعيات الخيرية لنا البطانيات وبعض التجهيزات الشتوية في العادة». بيد انها تشير إلى ان بعض احتياجات الشتاء لأسرتها يحصلون عليها من الجمعيات الخيرية. وتقول: «الجمعيات تقدم مساعدات إلى الأسر المسجلة على قوائمها، تشمل أجهزة التدفئة والتكييف، والملابس الثقيلة». كما تتحمل الجمعيات نفقات ترميم منازل بعض الأسر الفقيرة في الشتاء. واستبدلت محال الملابس، معروضاتها الصيفية بأخرى شتوية، وبدأ المتسوقون في الإقبال على شرائها، وإن كان بعضهم أشاروا إلى ارتفاع بسيط في الأسعار، عزاه أصحاب محال إلى بداية الموسم، وأشاروا إلى أنها ستبدأ في الانخفاض تدريجياً. كما شهدت محال بيع الفحم والحطب إقبالاً من المتسوقين، لاستخدامها في التدفئة، وبخاصة خلال الرحلات، أو في الخيام المقامة داخل المنازل. كما تزدهر المحال المتخصصة في بيع المشالح والفراء، التي بدأت في تجهيز بضائعها المختلفة قبل حلول الشتاء. وشهدت الأيام الماضية نشاطاً ملحوظاً من جانب عشاق الرحلات، بالتجهيز والتحضير لإقامة المخيمات الصحراوية في المناطق البعيدة عن السكان، إذ تنشط ظاهرة إقامة المخيمات الخاصة، التي بدأت أكثر كلفة من المخيمات التقليدية، بسبب التجهيزات المختلفة والترفيهية، مثل ملاعب الكرة، ووسائل التكنولوجيا الحديثة، كشاشات التلفاز المسطحة، وأجهزة البث الفضائي، وحتى توفير خدمة الانترنت، إضافة إلى تجهيز أماكن مخصصة للعب الأطفال في هذه المخيمات، خصوصاً العائلية. ويتزامن بدء موسم الشتاء هذا العام مع إجازة عيد الأضحى المبارك، ما سيشجع عشاق الرحلات على التخييم في الأماكن الصحراوية. وتلقى أكشاك القهوة التي انتشرت بشكل كبير في محطات الوقود، رواجاً كبيراً، خصوصاً في الصباح الباكر. فيما يفضل الكثير تناول الفيتامينات والأعشاب المختلفة، خوفاً من إصابتهم بالأمراض الشتوية. فيما تستقبل المستشفيات الكثير من المرضى خلال فصل الشتاء، وبخاصة في الأيام الأكثر برودة منه، وأغلبهم من الأطفال وكبار السن والمصابين. وتزداد معاناة المصابين بأمراض الدم الوراثية في هذه الفترة، إذ يسبب لهم تدني درجات الحرارة في زيادة نوبات تكسر الدم. وعلى رغم برودة الشتاء القارسة، إلا أن هذا الفصل عادة يتسم ب«الدفء العائلي»، بسبب تفضيل الكثير من الأهالي البقاء في منازلهم لفترات أطول، ويساعد طول الليل وقصر النهار، على قضاء الآباء ساعات أطول بين أبنائهم. ويؤكد خالد القحطاني أنه «على رغم كثرة الانشغالات، إلا أنني استمتع بالبقاء مع عائلتي في الشتاء، فالكل يبحث عن الدفء، وبخاصة العائلي»، مضيفاً «لا أفضل الخروج من المنزل، إلا إلى عملي، أو لشراء المستلزمات الضرورية». ويفضل القحطاني الاستمتاع بمشاهدة الأمطار من شرفة منزله، بعد أن يكون حضر موقده الخاص لشواء بعض المأكولات الشتوية، مثل الكستناء، والبطاطا الحلوة. وأكد أحد المهتمين بعلم النفس، ان «فصل الشتاء يتميز بالهدوء والميل إلى الرومانسية، بخلاف الصيف»، موضحاً أن الميول العدوانية تكون أقل في الشتاء. كما تزداد خلاله معالم الترابط الأسري والاجتماعي».