تعلمنا في المراحل الدراسية الأولى كيف كنا كطلاب نصف في الطابور بصورة تدل على النظام والانضباط واحترام المدرس وحب المدرسة. تذكرت هذه الصور الجميلة وأنا أسمع هذه الأيام نغمة جديدة ومصطلحاً غريباً في استخدامه في الرياضة، وهو مصطلح "الطابور الخامس"! ربما نحن لسنا معتادين على هذا الزائر الجديد، ولكن الحقيقة أن أنديتنا باتت أرضاً خصبة لهذه السلوكيات، وأكرر سلوكيات، لأنها أشبه بتعديات البلدية! نعم هناك طابور خامس في أنديتنا الكبيرة منها والصغيرة، ويجب ألا نقلل من وجوده أو نتجاهله، أو حتى نصفه استخفافاً ب "طابور الصباح"! كثيراً ما نسمع ونقرأ لرئيس ناد - ما - يشتكي من عدم وجود الاستقرار في ناديه، وهو بذلك يعلن صراحة أن هناك من يعمل على زعزعة إدارته، إما بتدخلات غير مشروعة، أو باستفزازات عبر الصحافة والقنوات الفضائية! ذلك هو الواقع في غالبية أنديتنا، ووصلت الحال ببعض من هم خارج الإدارة إلى تمني سقوط الإدارة الحالية أو فشلها، وربما تعدى الأمر إلى الدعاء بعدم فوز فريق القدم! وهناك حالات كثيرة ماثلة أمامنا، قد لا تعني بالضرورة أنها من هذا الصنف، ولكنها تعلن خلافها مع إدارة النادي، وتظهر عبر الإعلام وتصور نفسها على أنها هي المنقذ، وأن بيدها مفتاح الفوز في البطولة! وترى أطراف أخرى، أو ما أسميها ب "تكتلات" أن الإدارة الحالية جاهلة، ولا تملك الخبرة، وبالتالي فإن الحل يكون باستقالتها، وتعيين إدارة جديدة! والمؤسف أن هؤلاء الذين يخرجون "ليل نهار" كانت لهم تجارب كرؤساء أندية، أو تولوا الإشراف العام على كرة القدم، وبعضهم لم ينجح، بمعنى أنهم مروا بالعمل الإداري! إذاً، هؤلاء يجب أن يكونوا أول الداعمين للإدارة الحالية، لا أن يكونوا أول من ينادي بسقوطها، إلاّ أن حب الذات وسيطرة ال "أنا" جعلاهم يختارون مصالحهم على مصلحة ناديهم! كل ذلك في تصوري هدفه استمالة الجمهور واستغلال الإخفاق، وحدوث نتائج غير جيدة لفرق النادي المختلفة، لا سيما فريق القدم، وهذا الوضع قلما نجده في ناد كالهلال، لأنه فريق بطولات. وحتى تتأكدوا من حقيقة الطابور الخامس، فتشوا عن الأندية التي يعاني فريق كرة القدم الأول فيها من تواضع نتائجه، أو أخفق في مشاركة خارجية، ودققوا جيداً في أوضاعها، وعندها ستجدون جيشاً من المنقذين، الذين على ما يبدو أنهم لم يحترموا طابور الصباح أيام الدراسة! [email protected]