اتخذت رابطة العالم الإسلامي أخيراً قراراً بمحاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة، وذلك من خلال إعلانها تأسيس مركز عالمي للدراسات يختص بمحاربة الإرهاب، ووضع الحلول المناسبة لمواجهة الإرهاب والتيارات المتطرفة مع أصحاب الاختصاص في الرابطة، التي تضم عدداً من العلماء المسلمين من دول العالم كافة وتتخذ من مكةالمكرمة مقراً لها، لافتة إلى عزمها على إقامة مؤتمر دولي في إسبانيا عن الإرهاب قريباً، وذلك بتنظيم من الهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالرابطة. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، أن رابطة العالم الإسلامي وضعت خطة مبدئية شاملة ومتابعة دقيقة للتوصيات التي ستتمخض عن المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة الإرهاب الذي سيعقد الأحد المقبل، وذلك للوصول إلى إنشاء مشروع مركز عالمي للدراسات يختص بمحاربة الإرهاب، بالتعاون مع الجهات المتخصصة والمراكز العلمية. مشيراً إلى أنه آن الآوان لعلماء الأمة الإسلامية أن يحذروا من بلاء الإرهاب، وتخليص الشباب من براثنه. وقال إن المؤتمر سيناقش عدداً من المواضيع ووضع الحلول لها مع أصحاب الاختصاص، منها استغلال بعض الجماعات المنحرفة شبكات التواصل الاجتماعي، مضيفاً: «الإفساد العريض الذي يحدث باسم الإسلام هو منه براء، والغيورون على الإسلام ومستقبله جادون في التصدي لهذه الحملة، التي ارتكبت الموبقات المستترة بلبوس الإسلام وراياته، لذا آن الأوان للعلماء والدعاة وأهل الرأي أن تكون لهم صولة ماضية البيان في التحذير من هذا البلاء والبراء منه، ووضع الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثنه، وتقديم التصور الإسلامي الصحيح». وبيّن التركي أن المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة الإرهاب سيناقش في جلساته التعريف المناسب لكلمة الإرهاب، حتى يكون مرجعية لكل من يريد معرفة حقيقة الإرهاب، وإصدار بيان ختامي بمسمى «بلاغ مكة»، كاشفاً عن وجود تنسيق وتعاون بين الرابطة وهيئاتها من جهة، ومؤسسات دولية لتنظيم مؤتمرات دولية عن محاربة الإرهاب، إضافة إلى إقامة ندوات لتصحيح صورة الإسلام في الغرب. ونوّه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بما تقدمه السعودية منذ تأسيسها من عناية فائقة واهتمام بالغ بالإسلام وقضايا المسلمين، وذلك في شتى أنحاء العالم، وحرصها الدائم على تطبيق الشريعة الإسلامية في كل أعمالها وأفعالها وأحكامها، وتحقيق الوسطية والعدل والتسامح، وإشاعة المحبة والسلام بين الجميع، ونبذ الفرقة والتفرقة، ومحاربة الفساد والإرهاب، وإشاعة الحوار البنّاء بين الأديان كافة. وأضاف: «سيناقش المؤتمر هذا العام معالجة قضية الإرهاب وأسباب نشأته، وذلك من خلال المشاركين من العلماء والمفكرين والخبراء في مكافحة الإرهاب من جهة، والمواضيع والأبحاث المطروحة من جهة أخرى، إضافة إلى تنظيم معرض على هامش المؤتمر مع عدد من هيئاتها الدولية، توضح فيه المخاطر المحدقة بالعالم من جراء الأعمال الإرهابية، وهذا كله خدمة للدين الإسلامي وللأمة، خصوصاً أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبيرة تستهدف دينها وتشوّه حضارتها، وتصدّ عن هدي شرعها القويم، وهذا الأمر ليس بجديد عليها».