أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني فيليب هاموند أمس، أن «التدخل العسكري في ليبيا وتزويد أطراف النزاع بالسلاح، لا يشجعان الحل التوافقي المنشود»، وذلك في أول رد فعل جزائري على مساعٍ دولية تدفع باتجاه تدخل عسكري في ليبيا، بعد إعدام رعايا مصريين على يد تنظيم «داعش». وأكدت الجزائر تمسكها بموقفها، الذي كانت تتشارك فيه مع مصر بشأن رؤية الحل في ليبيا. وقال لعمامرة: «لا نؤمن بالحل العسكري، ولا نعتقد أن تصعيد الوضع من خلال التزويد بالسلاح أو إجراءات من هذا القبيل، قد يشجع على تحقيق التهدئة للتوصل الى الحل التوافقي الذي ما فتئنا ننشده». وأضاف: «في الوقت ذاته نعرب عن كامل تضامننا مع مصر الشقيقة التي ألمّ بها الإرهاب»، وذلك في معرض ردّه على سؤال حول احتمال انحدار العلاقات الجزائرية - المصرية إلى مستوى خلافي بسبب الملف الليبي. وتابع قائلاً إن «موقفنا واحد وواضح. نحن نؤيد الحل السياسي والحوار الشامل، للوصول الى مؤسسات ديموقراطية وممثلة في إطار وحدة ليبيا الوطنية والترابية وسيادتها». وأتى كلام لعمامرة مع بدء سلاح الجو الجزائري بتنفيذ طلعات متكررة عبر الشريط الحدودي الليبي، في ترجمة لمعطيات عن رفع الجزائر استعدادها العسكري، لا سيما بالنسبة إلى قوات الجو. وتنفّذ طائرات حربية وطوافات عسكرية طلعات مستمرة على المنطقة الحدودية مع ليبيا، خلال الساعات الأخيرة. إلى ذلك، أمل لعمامرة في أن يُكلَّل عمل الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برناندينو ليون بالنجاح، مضيفاً أن عامل الوقت «جد هام». وأوضح أنه «من العاجل ومن الضروري بالنسبة الى كل الأطراف الليبية، أن تتجند بدعم من أصحاب النوايا الحسنة»، مبرزاً أهمية الدور الذي يقع على عاتق دول جوار ليبيا. من جهته، رأى هاموند أن التدخل العسكري في ليبيا «لا يمثل الحل الأنسب» لتسوية الأزمة التي يشهدها هذا البلد، داعياً إلى التوصل إلى «حل سياسي». وسجّل هاموند أن هدف الجهود التي بُذلَت باتجاه ليبيا، يتمثل في وضع حكومة وحدة وطنية ستكون «فعالة» في كفاحها ضد الإرهاب، وتمنع تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من التمركز على الأراضي الليبية». وذكر هاموند أن بريطانياوالجزائر تتشاطران «الموقف» ذاته إزاء تسوية الأزمة في ليبيا، وتساندان المبادرات التي تقودها الأممالمتحدة للوصول إلى «حل سياسي على أساس حوار شامل». ورداً على سؤال حول مساهمة بلاده في مكافحة «داعش»، قال هاموند إن الأهمية تكمن في تعاون بلدان المنطقة المجاورة للبلدان التي تشهد أزمات أمنية. كما أكد ضرورة شنّ كفاح «دون هوادة وليس عسكرياً فقط» ضد هذه الجماعات الإرهابية، التي «تستغل الفضاءات غير الخاضعة للحكم، حيث لا توجد إدارة رسمية»، وتدافع عن «إيديولوجية همجية قد ينعكس أثرها على أفريقيا وحتى أوروبا».