تظاهر أكثر من 400 ألف شخص في بوينس آريس أمس، مطالبين ب «العدالة» و»الحقيقة» في قضية الوفاة الغامضة للمدعي العام ألبرتو نيسمان بعد اتهامه الرئيسة كريستينا كيرشنر بالتآمر مع إيران للتستر على جريمة تفجير مركز يهودي في العاصمة عام 1994، أوقع 85 قتيلاً. من أجل صفقة حبوب في مقابل النفط. وفي أضخم تظاهرة خلال 7 سنوات من حكم كيرشنر، أعلنت شرطة العاصمة «مشاركة أكثر من 400 ألف شخص»، على رغم المطر، في المسيرة التي دعا إليها ستة مدعين عامين معارضين للحكومة. وتقدّم المسيرة رئيس بلدية العاصمة ماوريتسيو ماكري، أحد المرشحين اليمينيين المحتملين لانتخابات الرئاسة المرتقبة في 25 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ورفع متظاهرون أعلاماً أرجنتينية ولافتات كُتب عليها «عدالة!» و»حقيقة!» و»أنا نيسمان». وقالت بلانكا بيريز (81 سنة) إنها تعتقد بأن نيسمان قُتل، داعية إلى محاسبة الحكومة. وأضافت: «إذا لم تكن لدينا عدالة، لن تكون لدينا حرية. الحكومة فقدت السيطرة على الوضع». وأسِف المتظاهر إدواردو غونزاليس (46 سنة) لسقوط «قيمنا الديموقراطية»، داعياً إلى «إنهاء الفساد». أما المحامي مارسيلو لوبيز فرفض فكرة انتحار نيسمان، قائلاً: «أنا قلق في شأن مستقبل بلدي». ورفع لافتة كُتب عليها: «لا يمكنهم أن ينتحرونا جميعاً». وكانت كيرشنر طرحت فرضية انتحار نيسمان، ثم تراجعت بعد أيام، مرجّحة قتله على يد عملاء مارقين في جهاز مكافحة التجسس، ومثيرة شكوكاً حول أنطونيو «خايمي» ستيوسو الذي أطاحته كيرشنر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد اتهامه بالإشراف على عملية تنصت واسعة. ستيوسو الذي عمِل مع نيسمان في تحقيقاته، أدلى الأربعاء بشهادته في مقتل المدعي العام، علماً أن السلطات تتحدث الآن عن تحقيق في احتمال انتحاره أو قتله. وفي 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، عُثِر على نيسمان في شقته جثة، مصاباً بطلق ناري في رأسه، عشية مثوله أمام الكونغرس لتقديم أدلة تدعم اتهامه كيرشنر ووزير الخارجية الأرجنتيني هيكتور تيمرمان، بالتآمر مع طهران للتستر على الجريمة ومنع محاكمة مسؤولين إيرانيين يُشتبه في تورطهم بالهجوم.