أُغلق أمس الباب أمام الترشح على مقاعد البرلمان في الانتخابات المقرر لها الشهر المقبل، على نحو 9 آلاف متنافس، غالبيتهم من المستقلين، في وقت استمرت الخلافات داخل التحالفات الحزبية، ما يهدد حصتهم الانتخابية. ومن المقرر أن تعلن اليوم (الجمعة) اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات قوائم المرشحين، قبل أن تبدأ في تلقي طعون المستبعدين، على أن تعلن القائمة النهائية، والرموز الانتخابية المخصصه لهم الخميس المقبل، على أن تنطلق الدعاية الانتخابية في محافظات المرحلة الأولى (الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح) في 26 الشهر الجاري، حتى عشية اقتراع المصريين في الخارج في هذه المرحلة المقرر لها 21 الشهر المقبل، ثم تبدأ الدعاية في محافظات المرحلة الثانية (القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال وجنوب سيناء) في 3 نيسان (أبريل) المقبل، وتغلق عشية انطلاق الاقتراع في الخارج في 25 نيسان. ووفقاً لقانون الانتخاب، يضم البرلمان 567 عضواً، يجري انتخاب 420 منهم بالنظام الفردي و120 بنظام القوائم المطلقة، على أن يعين رئيس الجمهورية 27 نائباً آخر. وأعلنت لجنة الانتخابات، أن عدد المتقدمين للترشح في التشريعيات، حتى مساء أول من أمس، بلغ 5470 شخصاً، غالبيتهم من المستقلين، من بينهم 5172 من الذكور و298 من الإناث، فيما أعلنت وزارة الصحة أن 8800 مرشح للبرلمان تقدموا للكشف الطبي اللازم ضمن الأوراق المطلوبة للترشح. وبدت مشاركة الأحزاب في التشريعيات «خجولة» بالمقارنة بضجيج تشكيل التحالفات الذي استمر حتى الساعات الأخيرة للترشح، وكشفت لجنة الانتخابات أن حزب «النور» السلفي كان الوحيد الذي تقدم، حتى أول من أمس، بقوائم في 3 قطاعات عن المقاعد المخصصة للمنافسة بنظام القوائم المطلقة، هي شرق الدلتا (15 مقعداً) وغرب الدلتا (15 مقعداً) وشمال ووسط وجنوب الصعيد (45 مقعداً) بالإضافة إلى القوائم الاحتياطية، فيما أعلن تحالف «في حب مصر» الذي يضم غالبية من المستقلين، تقديم أوراق مرشحه على القوائم أمس، ورسخ هذا المشهد، توقعات بأن تفرز التشريعيات برلماناً «مفتتاً» يغلب عليه المستقلون. وعزا رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» المنخرط في تحالف الوفد المصري محمد أنور السادات ارتباك الأحزاب إلى «انسحابات جرت داخل القوائم الحزبية، البعض انتقل من تحالف إلى آخر، وآخرون فضلوا خوض المنافسة كمستقلين». وأقر السادات ب «ارتباك المشهد لأن الأحزاب مرتبكة»، متوقعاً أن تحقق الأحزاب حصة برلمانية مفتتة، لكن ستكون الغلبة للمستقلين. وأوضح ل «الحياة» أن تحالف «الوفد المصري» سيدفع بنحو 370 مرشحاً على المقاعد الفردية، فيما سيكون لديه 20 مرشحاً آخر - من بين 120 مرشحاً - ينخرطون في قوائم تحالف «في حب مصر». ويلزم قانون الانتخابات «احتفاظ أعضاء البرلمان بالصفة التي تم انتخابهم على أساسها، فإذا فقد أحدهم هذه الصفة، أو إذا غَيَّر العضو انتماءه الحزبي المنتخب عنه أو أصبح مستقلاً، أو صار المستقل حزبياً؛ أُسقطت عنه العضوية بغالبية ثلثي أعضاء المجلس التشريعي». وأعلن نائب رئيس حزب «المؤتمر» صلاح حسب الله أن حزبه اتخذ قراراً نهائياً بالمشاركة في قائمة «في حب مصر»، مشيراً إلى أن المؤتمر سيشارك في القائمة ب «مرشحين أقوياء في دوائرهم»، وأن الحزب سيدعم مرشحيه على المقاعد الفردية والقوائم الأربع. وأضاف أن «مرشحي الحزب على المقاعد الفردية تجاوزوا 150 مرشحاً، ممن لديهم فرص حقيقية للمنافسة الانتخابية». وأعلن حزب «النور» السلفي أنه سينافس على 64 في المئة من مقاعد البرلمان. وأوضح عضو المجلس الرئاسي للحزب الدكتور محمد إبراهيم منصور أن النور «تقدم على مقاعد القائمة ال 120 وعلى 229 من مقاعد الفردي، ليكون إجمالي ما تقدم به الحزب 349 من إجمالي 540 عدد مقاعد البرلمان»، وهو ما يعني أن الحزب تقدم على 64 في المئة تقريباً من جملة مقاعد البرلمان. وأشار منصور إلى أن الحزب يستهدف أن «يستكمل المسيرة والعمل جاهداً على توحيد الصف الداخلي والمشاركة الفعالة في بناء الدولة والخروج بها من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار، والتي يتمكن فيها الجميع من البناء في هدوء وتعاون وجد واجتهاد».