شدد عدد من الشرعيين على ضرورة الوقوف صفاً واحداً ضد الاعتداءات التي تحدث في جنوب السعودية على أيدي المتسللين المسلحين، واعتبروا أن من يقتل من الجنود السعوديين «شهداء» إذ الدفاع عن البلاد من الجهاد في سبيل الله، ووصفوهم ب «الظلمة المبتدعة»، مطالبين بإيقافهم عند حدهم وضربهم بعصا من حديد. وأكد رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان العيد، ل «الحياة» أن ما يقوم به الحوثيون في جنوب المملكة هو من الاعتداء الظالم، «لا شك أن هؤلاء ظلمة والظالم يردع»، مشيراً إلى أن الدفاع عن البلد المعتدى عليها هو من الجهاد في سبيل الله. وشدد على ضرورة حب الوطن والفداء من أجله، «إذ شرع الدين الإسلامي الدفاع عن الدين والوطن والمال والدم»، مطالباً الجميع بالوقوف مع الوطن كل في مجاله «لا بد أن يقف الجميع مناصراً للوطن، صاحب القلم يدافع بقلمه، وصاحب الكلمة يدافع بلسانه، والجندي في ساحة الحرب... وهكذا». وحول مطالبة البعض بالقنوت لهم في المساجد، قال: «الأمر متروك في هذه المسألة إلى ولي الأمر، هو من يحدد ومن يأذن بالقنوت». من جانبه، أوضح الأكاديمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور زيد الغنام، ل «الحياة» أن من يقتل دفاعاً عن عرضه أو ماله أو بلده فهو شهيد، «لا يجادل أحد في أن ما يقوم به المتسللون المسلحون هو من الاعتداء الباطل، ومن عدل الإسلام أن أجاز للإنسان أن يأخذ حقه، إذا اعتدي عليه». ونوه إلى أن الإسلام شرع الدفاع عن المال والعرض والبلد، مشيراً إلى أن العلماء مجمعون على وجوب الدفاع عن الأوطان، فيما وصف المسلحين ب «المبتدعة والظلمة»، مطالباً بردعهم وإيقافهم عن ظلمهم، إذ هم اعتدوا على وطنهم (اليمن) والوطن المجاور لهم (السعودية)، كما طالب بأن يكون لهيئة كبار العلماء دور في هذه الأزمة، وأن يكون لهم حضور في وسائل الإعلام لإيضاح الأمر للناس. وأكد الباحث الشرعي عبدالله المنصور أن الجهاد هو ذروة سنام الدين وأحب الأعمال إلى رب العالمين، «وأن الروحة والغدوة واليوم والليلة في الجهاد ومصابرة الأعداء خير من الدنيا وما عليها، وأنه خير من استيعاب الليل والنهار بالصيام والقيام وأنواع التعبد»، مضيفاً: «المجاهد المصابر إذا مات وَجَبَتْ له الجنة وأجري له عمله الذي كان يعمله في الدنيا إلى يوم القيامة، وأمن من فتن القبر وعذابه، وأن ذنوبه صغارها وكبارها يغفرها الله ما عدا ديون العباد، وأن في الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله، وما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار». إلى ذلك، استنكر أعضاء هيئة التدريس في جازان اعتداءات المتسللين المسلحين على الأراضي السعودية، واعتبروها «جريمة بشعة وغادرة»، فيما بادر 35 طالباً كشفياً في الجامعة نفسها، بإعداد برامج وأنشطة رياضية واجتماعية في مراكز الإيواء في أحد المسارحة.