قتل 25 شخصاً على الأقل، بينهم 6 أطفال و3 نساء، وجرح 40 آخرين، بتفجير سيارة مفخخة في سوق شعبية مكتظة في بلدة تشار صدة قرب بيشاور (شمال غربي باكستان) التي تحولت خلال الأسابيع الأخيرة الى هدف رئيسي لهجمات حركة «طالبان باكستان» في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان.وتوعد الحركة بخوض «حرب عصابات طويلة وشرسة» ضد الجيش في الإقليم. ولم تستبعد الشرطة انحراف السيارة المفخخة عن مسارها لتنفجر وسط سوق مزدحمة بباعة لعصير الفاكهة ومتاجر لملابس نسائية، فيما حتم سقوط مدنيين نفي «طالبان» مسؤوليتها عن الاعتداء، وهو ما دأبت عليه لدى سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين، في محاولة لتفادي الغضب الشعبي ضدها. وتعتبر بلدة تشار صدة مسقط رأس أفتاب خان شيرباو الذي كان وزيراً للداخلية عند اقتحام الجيش «المسجد الأحمر» في إسلام أباد في تموز (يوليو) 2007، ما أطلق موجة اعتداءات في أنحاء باكستان نفذ معظمها انتحاريون من «طالبان باكستان»، وأسفرت عن مقتل نحو 2500 شخص حتى الآن. وشهدت البلدة ثلاث محاولات فاشلة لاغتيال شيرباو خلال العامين الأخيرين. وهي كذلك مسقط رئيس حكومة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي أعظم خان هوتي، وقياديين في حزب الشعب البشتوني الحاكم في بيشاور والذين نفذت ضد بعضهم محاولات اغتيال تبنتها الحركة. وكان تفجير انتحاري أمام مركز تفتيش للشرطة في بيشاور، اول من امس ، أدَّى الى مقتل شرطيين ومدنيين. كما سقط 15 قتيلاًبينهم عضو في المجلس البلدي، قبل ايام، في هجوم استهدفه بسوق للمواشي في بيشاور. في غضون ذلك، كشفت مصادر على صلة بأجهزة الأمن الباكستانية ل «الحياة» أن واشنطن أرسلت وفداً يضم ثلاثة من أعضاء الكونغرس الأميركي تمهيداً لتقديم دعم لحكومة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي يشمل تسليح وحدة قتال جديدة تضم ستة آلاف عنصر بأحدث التجهيزات والذخائر لاستخدامها في «الحرب على الإرهاب»، وتمويل تدريبهم وأجورهم. وأشارت المصادر الى أن الاتصالات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإقليمية تمت من دون المرور بالحكومة المركزية في إسلام أباد.