سيجد مدرب المنتخب السعودي، الجديد الوطني فيصل البدين تركة ثقيلة في انتظاره بعد تعيينه أمس من رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد للإشراف على «الأخضر» في المرحلة المقبلة، فمنصب المدير الفني للمنتخب السعودي ظل مثار جدل طوال ال15 عاماً الماضية، نظراً إلى النتائج المتأرجحة التي مرت بالكرة السعودية وعصفت بعدد كبير من المدربين الأجانب والمحليين، لدرجة لم يتمكن خلالها أي مدرب من الاستمرار في قيادة «الأخضر» لأكثر من عامين فقط. بداية التغييرات كانت في عام 2000، عندما استبعد الاتحاد السعودي لكرة القدم المدرب التشيخي ميلان ماتشالا من قيادة المنتخب بعد أول خسارة من اليابان في كأس آسيا التي أقيمت حينها في لبنان، ليتسلم المهمة المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي قاد «الأخضر» إلى المباراة النهائية في البطولة قبل أن يعود بجائزة المركز الثاني. بعد كأس آسيا أتم اتحاد الكرة التعاقد مع المدرب اليوغسلافي سلوبدان سانتراك، الذي بدأ مهمته مع «الأخضر» في منتصف 2001، وتحديداً مع انطلاقة التصفيات النهائية المؤهلة إلى مونديال كأس العالم في كوريا واليابان (مونديال 2002)، لكنه لم يمضي كثيراً مع المنتخب السعودي بعد أن تعادل في أول مواجهة في الرياض مع البحرين بهدف قبل أن يخسر في طهران أمام إيران بهدفين من دون مقابل، ليودّع سريعاً كضحية ثانية في الألفية الجديدة. ثم أسند اتحاد الكرة مهمة التدريب إلى الوطني ناصر الجوهر من جديد، الذي قاد المنتخب إلى تحقيق كأس الخليج ال 15 في الرياض، ثم قاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2002، قبل أن يسجل نتائج قاسية في المونديال ذاته، تعد الأسوأ في تاريخ الكرة السعودية، ليترك المهمة بعد العودة إلى الرياض. التعاقد الجديد لاتحاد الكرة السعودي هذه المرة كان مع المدرب الهولندي غيراد فاندرليم، الذي نجح في تحقيق كأس الخليج ال16 في الكويت، ثم حقق مع «الأخضر» كأس العرب الثامنة في الكويت 2003، بعدها تمت إقالته ليكون المدرب الثالث في الألفية الجديدة. ثم تحول مسيرو الكرة السعودية صوب الأرجنتين، وتعاقدوا مع المدرب غابريل كالديرون، الذي بدأ مع «الأخضر» عام 2004 وتمكن من قيادة المنتخب السعودي بنجاح إلى نهائيات كأس العالم 2006، التي أقيمت في ألمانيا، لتتم إقالته بعد التصفيات رغبة في التعاقد مع مدرب جديد. وبعد ذلك تم جلب المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد السعودية في مونديال ألمانيا وخرج بنقطة واحدة بعد التعادل مع تونس، ثم أخفق في «خليجي 18» في الإمارات ليجد قرار الإقالة في انتظاره، ويرحل هو الآخر. بعدها أتم الاتحاد السعودي التعاقد مع المدرب البرازيلي خوليو آنغوس، الذي أعاد جزءاً كبيراً من هيبة الكرة السعودية في كأس آسيا 2007، إذ حصل حينها منتخب السعودية على المركز الثاني بعد الخسارة في النهائي أمام العراق (0 - 1)، ثم سجل نتائج غير مقنعة في الدورة العربية التي أقيمت في القاهرة لينال ورقة الإقالة وينضم إلى قائمة المبعدين في الألفية الجديدة. وعاد مسيرو الكرة السعودية إلى الاستعانة بخدمات المدرب المحلي ناصر الجوهر، الذي تمكن من إيصال «الأخضر» إلى نهائي «خليجي 19» في مسقط قبل أن يخسر اللقب بركلات الترجيح، بينما سجل المنتخب السعودي مع الجوهر نتائج غير مقنعة في التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، ليتم إعفاءه من منصبه والتعاقد مع المدرب البرتغالي بيسيرو، الذي أكمل المهمة في التصفيات وخرج من الملحق الآسيوي أمام البحرين، ثم درّب «الأخضر» في «خليجي 20» في اليمن ووصل إلى النهائي، قبل أن يخسر اللقب أمام الكويت، وبعد ذلك سجل نتائج ضعيفة في كأس آسيا 2011 في قطر، ليودع المنتخب السعودي البطولة القارية من الدور الأول بعد ثلاث خسائر جعلته يتذيل قائمة الترتيب النهائية في البطولة. وفجأة تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الهولندي فرانك رايكارد، الذي كانت الأماني معه كبيرة في إعادة أمجاد الكرة السعودية، لكنه كان أسوأ من سابقيه، إذ خسر المنتخب معه فرصة التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، وكذلك فشل في قيادته في «خليجي 21» التي أقيمت في البحرين، إذ تم تسريحه هو الآخر. بعد ذلك استنجد المنتخب السعودي بالمدرب الإسباني لوبيز كارو، الذي كانت معه النتائج أفضل من سابقه، إذ تمكن من قيادته للتأهل إلى نهائيات كأس آسيا التي أقيمت أخيراً في أستراليا، لكنه لم يستمر في منصبه بعد التعثر في نهائي «خليجي 22» الأخير، الذي أقيم في الرياض، ليتم الاستغناء عن خدماته بعد مطالبات جماهيرية وإعلامية واسعة. وفي كأس آسيا 2015 الماضي، استنجد بمدرب الأهلي الإماراتي الروماني أولاريو كوزمين مدة شهر لقيادة «الأخضر» في البطولة القارية، لكن لم تكن النتائج مع كوزمين مشجعة للجميع بعد الخروج من الدور الأول. وأمس (الثلثاء)، حلّ مكان كوزمين مدرب موقت، وهو المحلي فيصل البدين حتى يتم التعاقد مع جهاز فني جديد.