على مدار أكثر من شهرين مضت لا زالت الأوساط الرياضية في السعودية تترقب إعلان اتحاد كرة القدم عن التعاقد مع مدرب جديد لخلافة المدرب البرتغالي بيسيرو الذي شغل هذا المنصب لفترة موسمين منذ 2009 قبل قرار اتحاد القدم إقالته من منصبه في نهائيات كأس أمم آسيا الأخيرة 2011 في قطر والتي مني فيها "الأخضر" بنتائج مخيبة للآمال. وتأتي حالة الترقب هذه نظراً لتعثر اتحاد القدم في التعاقد مع أكثر من مدرب من أمريكا الجنوبية وأوروبا لأسباب غير واضحة وربما تعود لنتائج المنتخب في الفترة الأخيرة أو لطريقة التعامل مع المدربين أو حتى للنواحي المادية ومبالغة المدربين في طلباتهم. وبين المنتخب السعودي وإقالة المدربين علاقة وطيدة ومعروفة فقد سبق له في العام 1993وخلال تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم في الولاياتالمتحدة أن أقال مدربه البرازيلي آنذاك البرازيلي كاندينيو في المباراة الأخيرة التي جمعته بالمنتخب الإيراني، ووقتها استعان بالمدرب السعودي محمد الخراشي الذي وقع ورقة تأهيل منتخب بلاده للمونديال. وفي تصفيات كأس العالم في فرنسا أقال المنتخب السعودي مدربه البرتغالي فينجادا خلال التصفيات الأولية التي جرت في العام 1997، وهو الذي قاد المنتخب الأخضر لتحقيق كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه في البطولة التي أقيمت في العاصمة أبوظبي، ليستدعي يومها مدرب منتخب الناشئين آنذاك الألماني أوتو بفستر لإكمال المشوار الذي نجح فيه بقيادة المنتخب للمونديال للمرة الثانية في تاريخه. بيسيرو وتكرر الحال كذلك في تصفيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان 2002، حيث بدأ المنتخب التصفيات الأولية عام 2001 بالمدرب السعودي ناصر الجوهر الذي سلم المهمة في التصفيات النهائية للصربي سلوبدان سانتراش الذي لم يشرف على المنتخب وقتها سوى في مباراتين، وبعدها أقيل من منصبه ليستدعى الجوهر من جديد وينجح في قيادة بلاده للمونديال للمرة الثالثة في تاريخه. وعاد ناصر الجوهر في تصفيات كأس العالم عام 2006 ليستلم قيادة المنتخب السعودي في التصفيات الأولية التي جرت عام 2004، وقاد المنتخب في مباريات الدور الأول الثلاث أمام تركمانستان واندونيسيا وسيرلانكا قبل أن يسلم مفاتيح المنتخب في الدور الثاني للمدرب الأرجنتيني كالديرون الذي قاد المنتخب حتى نهاية التصفيات النهائية قاطعا تذكرة الوصول لمونديال ألمانيا، ثم تسلم المهمة بعد ذلك في عام 2009 المدرب البرتغالي بيسيرو قبل أن يقال في الجولة الثانية من نهائيات أمم آسيا 2011 في قطر وفشله قبل ذلك في تأهيل المنتخب لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وعلى مدار تاريخ طويل امتد لأكثر من 45 عاماً تولى قيادة المنتخب السعودي أكثر من 45 مدرباً من جنسيات عربية وأوروبية وأمريكية جنوبية، أولهم المصري عبد الرحمن فوزي وآخرهم البرتغالي بيسيرو، قبل أن يسلم الراية للوطني ناصر الجوهر بعده لقيادة الأخضر في مباراتي سوريا واليابان في نهائيات أمم آسيا. ويعول أنصار المنتخب السعودي على المدرب الجديد الذي سيحمل الرقم 46 في تاريخ المنتخب السعودي كثيرا لإعادة قطار المنتخب إلى السكة المؤدية إلى انجازات قارية مقبلة، وأهمها تصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل رغم صعوبة المهمة، وهو ما يجعلهم يترقبون قدومه بفارغ الصبر، إذ لا تعتبر عملية تغيير المدربين في المنتخب السعودي حدثا بحد ذاته، لأنه أصبح أمراً معتاداً أن يغير المنتخب مدربه بين الحين والآخر حتى وصل الحال بأن تعاقب عليه ثلاثة مدربين خلال عام واحد.