أصدر الأديب عبدالله بن حمد الحقيل كتاباً جديداً بعنوان: «المجمعة: حاضرة إقليم سدير. لمحات تاريخية وثقافية». وجاء الكتاب شاملاً في تطرقه إلى المجمعة. فهي، بحسب الكتاب، أهم مدن منطقة الرياض، فهي مدينة عريقة بتاريخها وآثارها وعلمائها، وهي جزء من المنطقة الوسطى بالمملكة. ويرجع تاريخها القديم إلى أقدم العصور، ولم تبرز مكانتها الاجتماعية والعلمية إلا مع ظهور الدولة السعودية الأولى، بمساندة الإمام محمد بن سعود للدعوة السلفية التي قام بها الشيخ محمد ابن عبدالوهاب. في كتابه يعتمد الأديب والمؤرخ الحقيل على المصادر والمراجع التي كتبت عن المجمعة، إضافة إلى مشاهداته ومعايشته بصفته أحد أبنائها: «وكم أنا فخور أني أكملت دراستي الأولية فيها ونشأت بها». ويهدف المؤلف إلى أن يكون كتابه لبنة في بناء متكامل «من هذه الكتب التي تعرّف أجيالنا بتاريخ بلادهم وإمداد المكتبة السعودية بأوعية المعلومات الحديثة بالمؤلفات التي تبرز تاريخ بلادنا وإعطاء لمحات عن ذلك وإلقاء الضوء على النواحي التاريخية والعلمية والثقافية وربط الحاضر بالماضي وتدوين ما طرأ على الحياة من معطيات العصر الحديث». قدمت المجمعة العلماء والأدباء والشعراء خلال حقب التاريخ، وخلفت تراثاً، وكان لعلمائها أثر علمي في المنطقة، وبرزت فيها شخصيات علمية بعد اتساع نطاق الدعوة الإصلاحية. ويعرض الكتاب الملامح العامة لمدينة المجمعة من جوانب عدة، أهمها الجانب التاريخي والثقافي. ويستعرض المؤلف ما قاله الرحالة والمؤرخون على اختلاف جنسياتهم، كما توقف عند أبرز رموزها في مجالات عدة. ويذكر الحقيل أن كثيراً من الشعراء زاروا المجمعة، «فجادت قرائحهم بروائع القول وبدائع الوصف، ومن ضمنهم صديقنا الأديب المعروف الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي، فقال يصف تلك الرياض والمرابع ويذكر تاريخها، ولقد استرسل في خياله في قصيدته وتغريده الجميل». ويقول إن في المجمعة حركة ثقافية متطورة تربط حاضرها المتألق بماضيها الزاهر وتراثها العريق، مشيراً إلى أن كثيراً من الأسر والأفراد لديهم مكتبات حافلة تضم عدداً من الكتب، إضافة إلى المكتبة العامة في المجمعة.