يُكشف في القاهرة اليوم النقاب عن تفاصيل صفقة الطائرات القتالية الفرنسية، من طراز «رافال»، التي أبرمتها مصر كأول مستورد لهذا الطراز. وبعد أكثر من ثلاثة عقود من اعتماد الجيش المصري، لاسيما سلاح الطيران، على السلاح الأميركي في شكل رئيسي، يصل القاهرة صباح اليوم وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، حيث تُجرى له مراسم استقبال رسمية في مقر وزارة الدفاع المصرية قبل أن يصطحبه نظيره المصري صدقي صبحي إلى قصر الاتحادية الرئاسي، ليجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم يعقب اللقاء توقيع الوزيرين المصري والفرنسي على عقد الصفقة. وتشتمل الصفقة بيع 24 مقاتلة «رافال» التي تنتجها شركة «داسو» الفرنسية، بالإضافة إلى فرقاطة متعددة المهمات تصنعها مجموعة إدارة الصناعات البحرية الفرنسية «دي سي أن أس» بقيمة 5.2 بليون يورو. وعلمت «الحياة» أن الجانب الفرنسي منح القاهرة «تسهيلات كبيرة، إذ تم دفع نصف بليون يورو فقط كمقدم للصفقة، فيما ضمنت الحكومة الفرنسية الصفقة بقيمة 50 في المئة من إجماليها». وكانت الصفقة أثارت تساؤلات حول جدواها في هذا التوقيت بالنسبة للجيش المصري الذي يكافح الجماعات المسلحة في الداخل، فيما تستخدم طائرات «رافال» في الحروب النظامية، ناهيك عن ارتفاع ثمنها، ما أثار الحديث عن إمكانية تدخل الجيش المصري في نزاعات خارجية، لاسيما ليبيا، لإعادة فرض الأمن في هذا البلد الذي تتصارع فيه الميليشيات المسلحة. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعتبر أن الصفقة «ستساعد مصر في تعزيز أمنها والقيام بدورها في خدمة الاستقرار الإقليمي»، فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي، أن مصر تلعب دوراً مهماً في الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى العلاقات الوثيقة والتشاور المستمر بين البلدين. وعزا مصدر عسكري مسؤول إبرام الصفقة إلى «تعزيز القدرات القتالية للجيش المصري، وفي إطار سياسة تنويع مصادر السلاح التي ننتهجها». وقال ل «الحياة» إن «سياستنا لا تتوقف عند حد الطائرات الفرنسية، فهناك محادثات لصفقات سلاح أخرى مع روسيا والصين ودول أوروبية عدة»، لافتاً إلى أن باريس «قدمت تسهيلات كبيرة، من أجل إنجاز الصفقة». واتهم المصدر الولاياتالمتحدة الأميركية بالضغط على القاهرة عبر سلاح المساعدات العسكرية، وكشف أن واشنطن أفرجت بالفعل عن 12 مروحية مقاتلة من طراز «أباتشي» ضمن المساعدات العسكرية التي كانت مقرره العام الماضي، «لكنها قدمتها من دون قطع غيار، ما يمثل ضغطاً علينا»، فيما لا تزال صفقة الطائرات القتالية طراز «أف - 16» معطلة.